مواضيع اليوم

...و تبقى مجرد أحلام؟

عزالدين أمزيان

2009-10-25 18:19:29

0

هي بالضبط مسافة كبيرة تفصل واقعي المعيش و أحلام أمنياتي المنتظر تحقيقها في الغد، حتى لئن أحسبها غير نهائية تلك المسافة، فكيف السبيل إذن لاستعمار أحلامي بأنانية الديكتاتوريين، و بشتى الطرق كل الطرق؟


صراحة أحلامي ليست كباقي أحلام الآخرين، فهي أحلام وردية تذهب مع نسمات الصباح الباكر، بمجرد الاستيقاظ من الموت الصغير، فهي بمثابة ماء بحر حياتي الذي لا سعة له و قراره عميق.


فأن تعيش يومك و أنت تتمنى أن يكون غدك غير يومك، و تجد غدك مثل يومك و أمسك، فذلك لعمري السم القاتل لأمنياتي المؤجل تحقيقها إلى غد:إنه لبعيد؟ كم أتوق بكل أحاسيسي و جوارحي، من الوريد إلى الوريد، أن تنصفني هذه الحياة، و أن يقف بجانبي الحظ السعيد هذه المرة، و أن يجلس معي و أمامي و من الجهتين ذات اليمين و الشمال..


فكلما أعد شريط الحياة من عمق الذاكرة، أتذكر أن ما تحقق من أحلامي، لا يستحق ذكره أو التأريخ له، للعودة إليه كل لحظة و حين، للوقوف عند جزء من لحظاته المشرقة التي سريعا ما يغرب شروقها بفعل سوء التقدير أو نتيجة للضربة القاضية لسوء الطالع، أو بسبب لعنة الاستمرار في نزوة التلذذ، و الافتخار حد الغرور، ممزوج بعناد شديد لما تحقق؟


أغلب الظن، أجد نفسي في صورة أغبياء الحالمين أو لنقل أبله المجانين، صحيح أن جميع البشرية مصابون بفيروس الأحلام، لكن وحده كاتب هذه السطور فاق التصور و تجاوز حدود المعقول، فصار بمثابة رئيس اللاواقعيين و بدون انتخابات تشريعية أو رئاسية، فقط ثروته الأحلامية أشفعت له الاعتلاء على كرسي الرئاسة و التربع عليه بامتياز، فصرت بذلك أمني النفس بتكوين حكومة عشاق الأحلام خير. لذلك يوم عالمي كتقليد سنوي، و أن يكون لها أنصار و متعاطفين من كل البقاع و من الجنسين معا دون تمييز أو تحيز..
ليبقى لي في الأخير أن أعلن أمامكم، أنه لمن يرغب في الانضمام إلى مملكة الحالمين، و وجد في نفسه المواصفات اللازمة لذلك، و القدرة على تطوير مشروعنا، فليتصل بي مباشرة على الرقم الشهير و تفادي كشرط أساسي الاتصال في الهزيع الأخير من الليل "وقت الذروة" لأنه حينئذ يكون الخط مشغولا و الطلبات كثيرة، نظرا لغرق الجميع في أمواج الأحلام، و مع كل حلم و أنتن وأنتم بمليون خير.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !