...وأخيرا " الاوداس " L’Audace بيننا في تونس دون حسيب او رقيب
"الاوداس" لمن لا يعرفها من قراء الداخل والأجيال الشابة التي التحقت مؤخرا بالنضال السياسي والوطني نشرية تونسية ناطقة بالفرنسية ظهرت في باريس في منتصف التسعينات من القرن الماضي على يد ثلة من الصحفيين التونسيين المهجرين قسرا في اغلبهم وكان دينامو التجربة ومحركها الصحفي المغامر سليم بقة .
فجرت "الاوداس" منذ عددها الأول سنة 1994 عددا من القضايا المسكوت عنها وفضحت بعضا من أسرار وتجاوزات وفساد العائلة المالكة ومكنت من تكسير الكثير من التابوهات المحيطة بمؤسسة الرئاسة في تونس , ولهذا تعرضت النشرية منذ عددها الأول إلى حرب شاملة وهجومات لا تبقي ولا تذر من لدن النظام السابق وأزلامه .وتمكنت الأسرة الصحفية للنشرية من الصمود لمدة سنوات أمام كتل هائلة من الظغوطات والتضييقات التي يصعب تصورها وصلت الى حد تهديد مؤسسها بالقتل وقد توقفت النشرية بصفة إرادية بسبب الصعوبات المالية .
كنا في تونس نتابع "الاوداس" عبر شبكة الانترنت بشغف بالغ حتى أن احد الأصدقاء وهو الحبيب الباهي كان يطلق عليها " أحجبة الصدق " وتحول هذا الاسم إلى كلمة سر بيننا لنشرية " الاوداس " ومقالات الصحفي سليم بقة , وكنا نتداو لها بيننا في سرية تامة خوفا من وصول معلومات حول هذه الأحجبة إلى الجهات الأمنية ... كان عهدا مظلما ومضى .
تعود اليوم 03 مارس 2011نشرية "الاوداس " إلى الصدور من جديد انطلاقا من تونس, يا لفرحتنا بعودة هذا الصوت الجسور والحر إلى الصدور من أرضنا الجديدة بعد ثورة الكرامة والحرية .
ألف تحية لصديقنا سليم بقة
ألف تحية لأسبوعية " الاوداس"
لقد زرعت نشرية "الاوداس " ومنذ أيام مبكرة بذرة التمرد وروح الثورة لدى الكثير من القراء والمتابعين داخل تونس وخارجها ومنحتنا بعضا من أمل النصر في زمن الجمر , لقد زرعت فينا صديقي سليم الكثير من الجرأة ونحن نقرا كتاباتك الجسورة حول سلطة تونس المتهالكة ومكنتنا من كم هائل من الطاقة الايجابية لمغالبة كل الأوهام والأساطير التي أحاطت بسلطة الرئيس المخلوع وجعلت منه نظاما مصفحا لا يقهر .
سلم قلمك صديقي سليم وسلمت "الاوداس" صوتا هادرا لا يهدا من اجل الحقيقة كل الحقيقة .
محمد العيادي
التعليقات (0)