على ما يبدو أن صاحب مسلسل "وما زال النيل يجرى" الكاتب والفيلسوف الكبير أسامة أنور عكاشة كان حزيناً قبل وفاته بسبب مشاكل مياة النيل التى ظهرت على سطح الأحداث فجأة ومن المحتمل أن يكون قد سأل نفسه سؤالاً هو " وإلى متى سيظل النيل يجرى ؟! " .
والواضح أمامنا فى تلك الأزمة أن الخبراء منقسمون فمنهم من يطمئنا على أن الطبيعة والمشيئة الإلهية تخدم مصر لأن جريان النيل لن تستطيع أى سدود أن تمنعه ، وآخرون يقولون عكس ذلك وأياً كان الأمر فإنه من المسلم به أن مصر تخلت عن أفريقيا فى اللحظة التى سلمت أوراق اللعبة فى يد أمريكا سلمت لها أوراق الضغط التى كانت تملكها وإنكمشت مصر وأصبحت شغلتها الوحيدة كما قال البعض كأنها ساعى بريد محطاته معروفة الأولى واشنطن والثانية تل أبيب والثالثة الدولة التى تريد أى من الدولتين أن ترسل لها رسالة عاجلة بطلبات محددة فكانت مصر تقع تحت بيت الشعر القائل (( اذا كنت في حاجة مرسلاً فأرسل حكيماً ولا توصه .. وان باب أمرٍ عليك إلتوى فشاور لبيباً ولا تعصه )) وهذه هى الحكمة التى يصدعنا بها قادة العالم كلما إلتقوا بأحد قادة منطقتنا .
فأصبحت مصر هى المرسال الذكى الحكيم فى المنطقة .. فإذا ما أرادت أن تفتش العراق تبعاً لكذبة أسلحة الدمار الشامل أرسلنا رسلنا لصدام نطالبة بفتح منشآته ليفتشوها حتى طالبناه بفتح قصوره ودواليبه وملابسه ليفتشوها ، وسبحان الله يوجد بجانبنا دولة صهيونية لقيطة تمتلك من الأسلحة ومن بذور الإجرام ما يزيد بأضعاف أضعاف ما كان يحمله النازى هتلر ومع هذا لم نطالب بتفتيش منشآتها النووية ، وإذا ما أرادت أمريكا أن يسلم أخو العرب جميعاً سيادة العقيد القذافى بعضاً من الأجهزة التى قيل أنها من الممكن أن تصنع قنابل نووية ضغطنا عليه بكل محبة وود فيسلم ما لديه بدون كلام .
وإذا ما طلبت إسرائيل من المدعو أبو مازن طلباً صعباً يمس حقوق الشعب الفلسطينى ضغطنا عليه لنرضى الدولة العبرية ، وهكذا على طول الخط .
الدولة العبرية لا نعرف ماذا تريد من شعب مصر ؟! فمع أن قادة مصر نائمون فى حضن إسرائيل إلا أنها لا تبعد تدخلها فى كل شىء يمس مصر وإستقرارها فهل ما تفعله الدولة العبرية يصب فى مصلحتها ؟! فماذا لو قامت مصر وعاملت إسرائيل بالمثل وغضت بصرها عن حدودها مع غزة أو قامت بمساعدة المقاومة الفلسطينية بما يجب أن يكون فماذا ستفعل تلك الدولة ؟ ما الذى يدعو رئيس وزراءها على تعيين مستشار خاص للشئون الأثيوبية، خاص به ، إلا معاداة شعب مصر الصامت على تعامل قادته مع مع هؤلاء المجرمين .
من أضاعوا مصر كان من الأفضل عندهم أن يغرس السيد رايلا أودينجا رئيس وزراء كينيا سكيناً فى صدورهم ولا يتحدث عن فضل مصر وعبدالناصر عليه وعلى والده وأسرته وبلده فى أثناء مؤتمره الصحفى منذ أيام بالقاهرة .
بالتأكيد بإرادة الله سيظل النيل ذلك النهر الخالد يجرى برغم محاولة بعض الدول الكبرى وتلك الدويلة العبرية اللقيطة التدخل فى دول المنبع وتحريضهم .
التعليقات (0)