مواضيع اليوم

.ليل الإستعمار .....وظلام الإستقلال.....

علي من الجزائر

2012-11-01 10:33:51

0

 

                                                      

    ...ليل الإستعمار .....وظلام الإستقلال.....

 

 إنّ النضال .....وروح المقاومة لدى الإنسان .....ينبعان من انّ الله عزّ وجلّ أكرم الإنسان وجعله من أسمى وأكرم مخلوقاته في البرّ والبحر .....فلا ترضى النّفس السّليمة الإهانة ودوس الأحذية ......في كلّ بلاد وفي كلّ زمن يجتهد الأحرار في الدّفاع عن كرامة أمتهم وحريّة شعوبهم .......بالمقابل يجتهد الطّغاة للحفاظ على عروشهم .......إنّ صراع السلطة والشعب ابدي لا ينقضي ......بين السلطة والشعب .....بين الحاكم والمحكوم .......تاريخ لا ينتهي...... ما دامت من الأنفس البشرية ما تشتهي إستعباد البشر ......ومادام من الأنفس البشرية مالا يرتاح لها بال إلاّ بسقوط الطّاغية ......وحكومته وجنده.....

                                                                                                                               

يجتهد الكثير من أشباه المثقفين في الجزائراليوم لتفادي الخوض في تفاصيل تغيير جذري في هرم السّلطة ......وهنا نقصد ليس تغييرا شكليا .....لكنّه تغيير عميق يعيد رسم الخارطة السّياسية للبلاد مع إبعاد المؤسسة العسكرية نهائيا من المشهد السّياسي وتسليم السّلطة لبرلمان منتخب يرسم شكل وتوجه الامة الجزائرية ....ودعواهم في ذلك الحفاظ على الإستقرار الأمني ......إنّ التغيير هو حتمية وهومن طبيعة البشرية ولا يمكن للجزائريين أن يبقوا معزولين عمذا يحدث من حولهم ......يقفز البعض على المراحل ويحاكم سريعا حكومات الثورة نعم لم تصل حكومات الثورة بعد إلى برّ الآمان لكنّها في الطّريق الصحيح .......
                                                           


لم تعرف الجزائر حركة سياسية معارضة شرسة تملك القوّة السياسية الهائلة لتغيير النظام .....بل كلّ ما مرّت به الجزائر هو صراع بين أجنحة النظام .....صراع الغربان والذئاب والذباب على جثة ميّتة ....جثة لشعب.....شعب يسمّى الشعب الجزائري.......لكن كيف تحول الشعب البطل قاهر الإستعمار التقليدي إلى جثة هامدة ......في تسعيينيات القرن الماضي شكل الفيس قوة سياسية أحدثت زلزالا عظيما في أركان النظام .....لكنه وجد نفسه في مواجهة دبابات النظام في النهاية .....صدمة الشعب كانت كبيرة وهو يرى بأن الدستور لا يكفي ....ولا مكان لدولة القانون في جزائرنا الحبيبة ....الصدمة جعلته يعرف سباتا سياسيا قاتلا حوله إلى جثة هامدة .....فمن سيعيد الحياة إلى هده الجثة ...


                                                                   

إستقلّت الجزائر رسميا في صيف 1962 بعد تضحيات جسام .....خرجت الجزائر بفضل فلاّحيها وبسطائها ومثقفيها ومصابيحها من نخبة الأمّة من ليل إستعماري طويل.......خرج الجزائريون عشية الإستقلال فرحين .....مهلّلين ومكبّرين ......ومنشدين أناشيد الوطن والنّصر .........في خضم الفرحة ....كان هناك ظلام يتسلّل ليعكّر صفو سماء الجزائر ويسلب الجزائريين فرحتهم ......لم ينتبه له الكثير ....الدّولة حديثة الولادة ولدت مشوّهة ......دولة شمولية .....تقوم على أساس الحكم الفردي ......وتقديس الفرد ......وإزدراء رأي الشعب ....

عوض أن تأخذ الدّولة على عاتقها تنوير أبنائها قدّمت لهم فكرا أحاديا يلغي ويخوّن كلّ مخالف .....وسيطر على دواليب الإدارة طيف واحد .....وحزب واحد .....وسارت الدّولة وفق منطق سلطة الأب السماوي .....يساعده في ذلك رجالا الدّولة وأصحاب الرّسالة .......وكهنة المعبد .....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !