1889: لغز أم صدفة؟.
كنت دائما أعتبر سنة 1889 تاريخا فريدا من نوعه بامتياز. لكن الأسئلة التي أيقظها هذا التاريخ في نفسي مازالت مطروحة بنفس الحدة. وكأن سرا دفينا يجعل من 1889 عاما استثنائيا بكل المقاييس. اذ لم يعرف التاريخ البشري ولادة جماعية للعباقرة والعظماء مثلما حدث خلال السنة المذكورة، فقد جاء الى الوجود عدد من الشخصيات التي طبعت القرن العشرين ببصماتها الخاصة في عدة ميادين. واليكم نماذج من الأعلام الكبار الذين كانت سنة 1889 تاريخا لولادتهم:
شارلي شابلن ( الفنان الكوميدي الكبير) – أدولف هتلر ( الزعيم النازي) – لودفيخ فتجنشتاين ( فيلسوف نمساوي ) – مارتن هايدغر ( الفيلسوف الألماني الشهير ) – جون كوكتو ( الكاتب والسينمائي الذي انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية سنة 1955. ) – بول كارير ( عالم الكيمياء السويسري الذي نال جائزة نوبل سنة 1937 ) – روني بليسيتي ( المخرج السينمائي الأمريكي) – ايدوين هابل ( الفلكي الأمريكي الذي ينسب اليه مكوك هابل المعروف ) – هاري نيكيست ( عالم فيزياء سويدي ) – أرنولد توينبي ( مؤرخ انجليزي، صاحب نظرية " اليين والبانج " أي: السلب والايجاب. والتي تقول ان التاريخ هو سيرورة يتم فيها الانتقال كل مرة من السلب الى الايجاب. ) – جواهر لال نهرو ( الزعيم الهندي المعروف، وأول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال سنة 1947) – كارل سيكز ( أول رئيس للنمسا سنة 1917- مرسيديس يلنيك ( الفتاة التي أعطت اسمها لسيارة مرسيدس المعروفة. ) – عبد الحميد بن باديس ( رجل دين و مقاوم جزائري ) - طه حسين ( عميد الأدب العربي) – عباس محمود العقاد ( الأديب المصري ) - ايليا أبو ماضي ( الشاعر اللبناني) – ميخائيل نعيمة ( الشاعر والأديب اللبناني )... واللائحة طويلة.
حضور سنة 1889 في التاريخ الحديث يزكيه جدول جوائز نوبل التي تحصل عليها عدد مهم من مواليد هذه السنة. و من بين هؤلاء: السويدي نيلس غوستاف داهلين (الفائز بجائزة نوبل للفيزياء سنة 1912. ) و البريطاني إدغار دوغلاس أدريان ( الفائز بجائزة نوبل للطب سنة 1932 ) و الألماني كارل فون أوسيتزكي ( جائزة نوبل للسلام سنة 1935 ) و بول كارير ( عالم الكيمياء السويسري الذي نال جائزة نوبل سنة 1937 ) و غابرييلا ميسترال ( شاعرة الشيلي الفائزة بجائزة نوبل للآداب سنة 1945. ) و البريطاني فليب جون نويل باكير ( الذي أحرز نوبل للسلام سنة 1959) والأمريكي جون هايسبروك فان فليك ( الذي نال نوبل للكيمياء سنة 1977 ).
ولم تكن سنة 1889 حافلة بميلاد مشاهير القرن العشرين فحسب ، بل عرفت أيضا مجموعة من الأحداث الأخرى المهمة، ففي ذات السنة قام المخترع الأمريكي العظيم توماس أديسون لأول مرة بعرض للصور المتحركة، و كان ذلك إيذانا لبداية عصر السينما. وفيها أيضا تم افتتاح الصرح السياحي والمعماري الفرنسي " برج ايفل "، وفي ايران اكتشفت بعثة فرنسية يقودها المستكشف " جاك دو مورغان " البترول في منطقة " كيرمانشا " لأول مرة. وعرفت نفس السنة أيضا إبداع الرسام التشكيلي الهولندي " فانسن فان غوخ " لوحته الشهيرة " auto portrait" واجتماع كل هذه الأحداث في نفس السنة يجعل من عام 1889 لغزا تاريخيا محيرا. فهل هي الصدفة فقط التي جعلت هذه السنة تستحق لقب سنة العظماء؟؟.
التعليقات (0)