اضطرت غرفة العمليات التي تقود ربيع الديمقراطية في العالم العربي إلى إخراج أخر أوراقها في محاولة لإنجاح الثورة في مصر و تقويض نظامها بغية إعادة بناء السلطة.
أخر أوراق غرفة العمليات خروج حسن نصر الله أمين عام حزب الله من مخبئه في مهرجان دعم صمود الشعب المصري حيث أشاد بالشعب التونسي و المصري في مواجهة الديكتاتورية و الاستبداد و الشمولية و دعا ثوار ميدان التحرير إلى الثبات و الصمود و التضحية و كسب المعركة – هكذا – في مواجهة نظام حسني مبارك العميل لإسرائيل. حسن نصر الله و حتى يستطيع ضخ دماء جديدة للثوار عمل على ترديد اسطوانته المشروخة عن إسرائيل التي ترى حسب زعمه أن مبارك يعد دركيا أساسيا في المنطقة لحمايتها و حفظ وجودها و أمنها.
كنا نتمنى من حسن نصر الله بدل أن يستمر في لغته الخشبية و يوزع شهادات الوطنية و الخيانة و حتى يريح نفسه و يريح رؤوسنا و يريحنا من إسرائيل أن يسرع بإخراج المفاجأة الكبرى التي طالما رددها صباح مساء و يزيح تل أبيب من الوجود و كنا نتمنى كذلك بدل أن يحيي الملايين التي خرجت في شوارع تونس و مصر أن يحيي كذلك الملايين التي خرجت في شوارع طهران تبحث عن أصواتها الانتخابية و بدل أن يشيد بثورتي الياسمين و الفل أن يشيد كذلك بالثورة الخضراء الإيرانية لكن يبدو أن وظيفة حسن نصر الله كوكيل لمكتب المرشد علي خامنئي في لبنان جعلته يغض الطرف عن حقائق بات الصغير قبل الكبير في ظل الثورة المعلوماتية يعرفها جيدا.
لقد تابعنا منذ تفجر الأحداث في مصر الردود العالمية و الإقليمية و ازداد اندهاشنا و ذهولنا حين رأينا هذا التناسق و التكامل الغريب بين عواصم و أفواه نظريا تتباعد في قراءتها للأحداث التي تمور بها المنطقة و عمليا تتفق في المطالبة براس حسني مبارك و نظامه الذي يعد عقبة كأداء في بلورة المشاريع التي تنتظر المنطقة العربية، العواصم و الأفواه و في سبيل نصب المقصلة لرأس مبارك أطلت بشعارات تنتقل بين الديمقراطية و الخروج على السلطان الجائر و الظلم الاجتماعي و الثورة الإسلامية و آخرها طبعا خطاب المقاومة و التحرير لكن هذه التدخلات الأجنبية عوض أن تدفع بالأمور إلى مزيد من الثورة عملت على إعادة اللحمة إلى المجتمع المصري بعد هزة جمعة الغضب و الاقتناع بالاستقرار و الانتقال السلمي و السلس للسلطة،فغباء علي خامنئي و حديثه عن ثورة إسلامية دفع بالبابا شنودة و الأقباط إلى تأييد النظام و غباء يوسف القرضاوي دفع بالإخوان المسلمين إلى قبول الحوار و غباء قناة الجزيرة دفع المواطنين إلى الالتفاف وراء الإعلام العمومي و غباء الولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي و تدخلها دفع بمعظم الشعب إلى تأييد الشرعية الديمقراطية و غباء منظمي جمعة الخلاص و الرحيل دفع بأصحاب الخيول و الجمال إلى إفشال رحلة القصر الجمهوري و غباء الشباب الذين قادوا المظاهرات و تصلبهم دفع الفلاحين و العمال و البسطاء إلى كره يوم اسمه 25 يناير.
نتمنى ان يكف تجار الدماء في ايجاد شرخ الفتنة فالشعب المصري و نظامه قادران على ايجاد الحلول و الصيغ لرسم خارطة طريق في بناء مصر جديدة بالتأكيد سوف تجلب لها الكثير من الاعداء.
التعليقات (0)