مواضيع اليوم

الجار والكلاب..محمد الصخرى

اهل القرية .كلنا نعرف ان العم صالح والشيخ محمود تربطهما صداقة حميمة منذ الصغروالكل يعرف ايضا ان صداقتهما لا تدوم الا ثلاث فصول فى السنة فالصيف فصل الخلافات والشقاق بينهما وكثيرا ما يصل الامر الى حد القطيعة طيلة تلك الاشهر الثلاث. اما السبب فهو شجرة تين ضخمة شهيرة.بوفرة ثمارها وجودتها يملكها العم صالح ضمن قطعة ارض صغيرة ليس بها غيرتلك الشجرة الوحيدة وهى بعيدة عن منزله و تقع بالقرب من سكنى صديقه الشيخ محمود اب الاولاد الاثنى عشر او الطزينة كما يسميهم العم صالح فى فصل الخصومات.
فى بداية كل فصل صيف وحين تبدا ثمار التين بالنضج تنطلق الخصومات بين الرجلين فالعم صالح لا يتوقف عن اتهام ابناء محمود بسرقة التين فى حين ان العم محمود لاينفك من تبرئة اولاده.
فالسرقة و خيانة الامانة.او الاعتداء على الجار تعتبر من اكبر الكبائر فى هذه القرية التى لا تشترك مع باقى الكرة الارضية الا بتداول الليل والنهار.يقال ان الانسان اجتماعى بطبعه ولكن قريتنا لم تكن اجتماعية بالمرة.فالمذنب هنا يعاقب نفسه بنفسه ..قبل ان يقاطعه الناس ويتجاهلون وجوده بينهم
وينزوى ويعتكف لمدد قد تطول وتقصر بحسب درجات الخطيئة وطبيعتها. فالعم محمود يواجه تهمة ليست بالهينة
فكل مساء يتحول الدكان الذى يجتمع فيه شيوخ اهل القرية واعيانه الى قاعة محكمة مفتوحة الجلسات بلا قاض ولا احكام والكل محامون فيها وشهود
وذات جلسة من تلك الجلسات وحين اعيته الحجة فى اثبات اتهاماته قال لصديقه ساخرا
_ كيف تاكد ت من براءة ابنائك الاثنى عشر هل انت تحرسهم كامل اليوم .....وانت بالكاد تعرف اسماءهم .....
قهقه الحاضرون واغتاض العم محمود ايما غيض لكنه كضم
غضبه قائلا بهدوء اليائس من اقناع السامع
--- اتريدنى ان احرس شجرتك ..لست اجيرا لديك و لا ابنائى. فعليك حراسة شجرتك بنفسك.
عم الصمت برهة ثم نهض العم صالح غاضبا وهويقول
--- لن اثير هذا الموضوع مجددا ابدا معك .واقسم لن يستطيع احد من اليوم ان يقترب من الشجرة ليلا او نهارا و سترى ما انا فاعل وغادر العم صالح الجمع وسط صمت الحاضرين وتساؤلاتم حول ما يعتزم فعله لمنع الاقتراب من شجرة التين..شجرة الخصومات الصيفية المتكررة بين الصديقين ..
_________________
يملك العم صالح كثيرا من الكلاب اثنين للصيد واثنين لزجرالذئاب حماية لقطيع اغنامه ومنع دواجنه من غارات الثعالب ليلا واثنين لحماية المنزل من الغرباء وهذان الاخيران من اشرس كلاب العم صالح .فكثيرمن اطفال القرية ونسائها ممن يزورون منزل العم صالح لازال يحمل آثارانياب ومخالب هذين الكلبين.
اختار العم صالح احدهما لردع سارق التين...
--------------...
ما ان اقترب محمود من منزله حتى ذهل لما رآى تحت شجرة التين.انها اهانة اخرى يكيلها له صديقه صالح
توقف مشدوها يتثبت مما يحصل... صالح يغادرشجرة التين بعد ان ربط بجذعها كلبا ضخما وترك له اناء من الماء واخر للاكل. لم يفكرمحمود طويلا وما ان دخل منزله حتى خرج يحمل كماشة طويلة واتجه نحو الشجرة يجذ ب اناء الاكل تحت سورة من نباح الكلب وهيجانه محاولا التملص من رباطه للهجوم على هذا الزائر العنيد امسك محمود بالاناء وشرع يرمى للكلب برهة بعد برهة بقطع الخبزالمبلل بالحليب وبدات سورة الكلب تخفت شيئا فشيئا الى ان نفذ ما بالاناء من اكل .
فاعاد الاناء الى مكانه بالكماشة. وعاد الى منزله .وفى الغد رابط بالمنزل ينتضر قدوم صالح بالاكل لكلبه .ليعيد الكرة كما بالامس.وبعد ايام ثلاث اصبح الكلب يبصبص بذيله كلما يطل عليه محمود.وشرع محمود فى كل مرة بالاقتراب اكثرفاكثر من الكلب الى ان توصل ذات مرة الى ملامسته والتربيط على رقبته دون ان يبدى الكلب اى جفاء او عداوة حينها فك محمود رباط الحبل من جذع الشجرة وجذب الكلب من رباطه فانقاد له فاصطحبه متجها نحوالدكان الذى يجتمع فيه شيوخ القرية واعيانها.ومنهم صديقه صاحب االكلب
اصيب الحاضرون بذهول حين اطل عليهم محمود يجر الكلب وهويتقدم نحو صالح ليعطيه طرف الحبل ويغادر المكان دون ان ينبس بكلمة.
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !