شمس لاتنطفي
مارأيت إماما مظلوما كما ظلم الإمام الحسين عليه السلام ومارأيت مجتهدا ومرجعا مظلوما كما ظلم السيد محمد محمد صادق الصدر في نفسه وفي ولده , حينما كان المجتمع بحاجة الى قائد يقودهم الى بر الامان من بر الخوف والظلم والخضوع كانت الدكتاتورية تزداد قوة مع صمت عالمي واقليمي وحوزي عن كل ما يصدر من عنف ضد الشعب العراقي .
الصدر عالما متفتحا يمزج بين حاجة المجتمع والأدلة الشرعية ,أنموذجا يحتذى به في جميع الحوزات العلمية ياخذ منه البحث العلمي مأخذا كبيرا لا يهم بما قالوا عنه انما يهم بما يقدم للمجتمع كافة ,لايفرق بين محب ومبغض وبين عالم معه او عالم ضده شق مسلكا علميا جديدا جعل من الاراء العلمية اطروحات قابلة للنقاش والحوار ووضعها على طاولة البحث العلمي بمتناول الجميع حتى انه و في بداية بزوغه العلمي وبالضبط بمرحلة الشباب اغنى المكتبة العربية والعراقية بماوراء الفقه الكتاب الذي جمع بين فنون الفقه وفنون الادب ثم موسوعة الامام المهدي عليه السلام التي قدمها استاذه محمد باقر الصدر كبصمة تشير الى اهمية الصدر العلمية وشهادة حاول الكثير من اصحاب دور النشر رفعها من كتابه الموسوعة اذ ان اكثر العلماء كانوا يحاولوا ايهام الناس ان محمد باقر الصدر قريب عنهم من خلال صورة صوروها معه بينما شهادة كبيرة كمقدمة لكتاب الموسوعة لايعتد بها عندهم ولم تنتهي الحرب الى ذلك بل وصلت الى ابعد من ذلك كالتشكيك بفتاويه والطعن باخلاصه للدين .
تحدث السيد الشهيد بدقائق الامور ولم يترك بابا في الفقه والاصول والفتية الا طرقه وبهذا انزل الفقه من قصره العاج الى بيوت الطين والمناطق الفقيرة اعطى للحوزة روحا من بعد موت ما كنا نعرف من التقليد الا الاحتفاظ بالرسائل العملية متربة لايمسها الا المطهرون والراسخون بالعلم .
ترك اثرا طيبا في نفوس المؤمنين والعارفين به فاتبعوه رغما عن الصعوبات التي واجهتهم كضغط الدولة وضغط من لف لفهم بمن دسوا بين علماء الدين لابعاد الناس عنه ولاول مرة يجتمع رأي النظام ورأي بعض رجال الدين ضد السيد الشهيد اذ كان هدفهم واحد وهو ازالة السيد الشهيد من ساحاتهم فدبر الامر بليل لاستهداف السيد الشهيد بعد انتهائه من صلاة الجمعة المشروع الكبير والارث الاكبر الذي توارثته المؤمنين بينما كنا نسمع من هذا وذاك ان صلاة الجمعة ليس لها مشروعية وتشترط بمن يقوم بها ان يكون مبسوط اليد واذا بهم يقيمونها ويتسابقون على اقامتها تحت وصاية الحاكم المدني بول بريمر فاي بسط يد اوحي اليكم ايها المعترضون على صلاة الجمعة الا ساء ماتحكمون .
مقالة غاية بالروعة تنقل عن السيد الشهيد يقول فيها (المرجع لازم يعرف سعر الطماطة ) الاغبياء في ذاك الوقت ضحكوا منها واستهزءوا به كما يستهزءوا بابنه مقتدى الصدر لعزله عن الساحة العلمية والمجتمعية بمكائد خبيثة اصبحت مكشوفة للقريب والبعيد وجل من قال " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ "وفوق اليهود والنصارى يهود الملة الذين يعترضون على كل صغيرة وكبيرة ليس لشي الا لان محمد الصدر والد السيد مقتدى الصدر بغضا بابيك ايها السيد .
اما اذا اردت ان تعرف الفكر الجهادي للسيد الشهيد فما عليك الا ان ترجع الى سيرته الذاتية فاذا سالت عن الجهاد الاكبر تجده متجسدا بشخص السيد الشهيد واذا سالت عن الجهاد الاصغر فسال رجالات الحشد الشعبي سوف تجد بذرة الشجاعة والجهاد زرعت في نفوسهم من خلال فكر السيد الشهيد الذي كان له الاثر الاكبر في صقل شخصياتهم الجهادية .
فهنيئا لك الحياة وتعسا لنا الموت .
التعليقات (0)