مواضيع اليوم

قناة الجزيرة و الآخرون

سعيد منصوري

2010-11-02 19:42:51

0

لم يكن قرار المغرب إقفال مكتب قناة الجزيرة بالرباط مفاجئا بحكم حالة المد و الجزر الذي ميزت العلاقة بين الرباط و الجزيرة و اتهامها بالانتقائية و عدم الموضوعية في خطها التحريري عند تغطية الأحداث والمستجدات التي تحفل بها المنطقة خصوصا قضية الصحراء من خلال النفخ في المطالب الاجتماعية للسكان و التي لا تختلف عن مطالب باقي مكونات المجتمع و تصويرها كمطالب سياسية انفصالية مع المبالغة في رصد رد الفعل الحكومي و الرسمي بالتركيز فقط على مظاهر العنف و القمع. بيد أن قضية المعتقل مصطفى سلمة ولد سيدي مولود و الأحداث الأخيرة في العيون شكلت النقطة التي أفاضت كأس العلاقة المتوترة بينهما.
قرار الإقفال أو التعليق ليس هو الأول و لن يكون الأخير في علاقة القناة بالدول العربية فقد سبق المغرب عدة دول رأت في شعار الرأي و الرأي الأخر الذي تنتهجه القناة مدخلا لضرب الاستقرار الداخلي و تهديد السلم الأهلي و العبث بالأمن الاجتماعي و الترويج لمشاريع إقليمية, فمصر و السعودية و الكويت و السلطة الفلسطينية و غيرها كانت اتخذت قرارات مماثلة و اعتبرت وجود القناة وجودا غير مرغوب فيه تحت مبررات و حيثيات رأت أنها خرجت عن رسالتها الإعلامية و الأمانة الصحفية و الحرفية المطلوبة.
إن كثيرا من الملفات التي تطرحها القناة و المتعلقة بالوضع الداخلي العربي يشتم منها رائحة تصفية الحسابات بين النظام القطري و باقي الأنظمة العربية وعدت أداة للمساومة فمثلا غيبت الملفات الإماراتية الساخنة من اهتمامات القناة بعد أن أذعن نظام أل مكتوم للضغوط القطرية و قام بتسليم المعارضين لحكم حمد بن خليفة أل ثاني و طرد والد الأمير من ابوظبي مقابل حرف الانظار عنها و هذا يعطي إشارات و يزيد من الشكوك حول الخط التحريري و مصداقية تغطية الأحداث ففي عدوان غزة مارست إرهابا نفسيا على الدول التي تقيم علاقات مع الكيان الإسرائيلي في وقت كان الوزير بنيامين بن اليعازر في الدوحة يمشي على السجاد الأحمر وتقام له الضيافة العربية. بل إن المهنية التي يجب أن تشكل أهم أدوات العمل الصحفي تصبح موضع تحريف و تزييف للحقائق فعندما خرجت الثورة الخضراء في إيران تسأل عن أصواتها كانت القناة تصور هؤلاء الملايين من الشباب و الشابات الحالمين بالحرية و العدل كأدوات في مشروع غربي و معول هدم لانجازات محور الممانعة و المقاومة.
لاشك أن حرية الصحافة شيء مقدس و ضروري في إثارة الانتباه إلى القضايا بل إن الصحافة هي بمثابة ضمير الشعوب و سلاحا لانفلات السلطات الثلاث و شططها لكنها حين تزيغ عن سكة أداء وظيفتها و تصبح الحقيقة ينظر إليها بعين واحدة تفقد رسالتها الواجب القيام بها. فإذا أردنا أن نفتح مثلا ملف التوريث و تداول السلطة في عالمنا العربي يجب أن يكون أداؤنا الإعلامي محايدا و ليس انتقائيا فما الذي يميز مصر عن قطر و أزمة الخلف؟ حتى إن الملفات القطرية هي أكثر سخونة في وطننا العربي و لكن للجزيرة رأي أخر




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !