التوقيت الزمني الوارد في نصّ الإتفاق النووي الإيراني يشير بوضوح الى دلالة مهمة وهي أنّ هذا الإتفاق مخصص ليتناسب و فترة حكم الرئس الإيراني الحالي حسن روحاني و التي قد تمتدّ الى ستة سنوات أخرى. فجميع المؤشرات تشير إلى إعادة انتخاب روحاني في الإنتخابات الرئاسية القادمة في إيران والتي ستجرى بعد بعد عامين من الآن. إنّ من دلالات الوقوف على الفترة الزمنية الواردة في نص إتفاق فيينا علاقتها بالتقارير الطبية التي تشير بأنّ المرشد علي خامنئي سوف لن يعمّر أكثر من هذه الفترة الواردة في الإتفاق، ولعلّ تغيير المرشد الحالي بمرشد أكثر مرونة مع الغرب قد يطيل من عمر الإتفاق ولعل المرشد القادم قد يدخل في إتفاق دائم مع الغرب يفضي بحلحلة المشكلة النووية الى الأبد. من هذا المنطلق يمكن أن نستنتج بأنّ الإتفاق النووي بين إيران والسداسية لعلّه معقود أصلاً على حسابات و تكهنات سياسية و ربما أمنية دقيقة ليتلاءم مع الفترة الزمنية القادمة.
لو نظرنا نظرة معمّقة للإتفاق النووي الإيراني مع السداسية الدولية لتبيّن لنا جليّاً بأنّ ورقة الإتفاق تتضمن في دفّتيها عبارات غير مفهومة أو تحمل معايير مزدوجة و في غالب الأحيان؛ نجد بأنّ النصّ مليئ بالألغام التي قد تنفجر في أي لحظة وهذا هو سرّ من أسرار هذا الإتفاق.هذه المطاطية في النص يعود إلى حسابات زمنية عقدت عليه الصفقة ولا يعلم بها إلا من وضعها بين دفتي هذه الإتفاقية. لكن ذلك لا يمنع بأن تتغير الحسابات الواردة في الإتفاق بناءً على المتغيرات السياسية التي قد تحدث في إيران في العقد القادم بما يترك الباب مفتوحاً أمام كل الإحتمالات والتكهّنات. فإنّ أهم نقطة قد يفضي إليه اتفاق فيينا هو تأخير حصول إيران على القنبلة النووية الى عقد إضافي من الزمان، ولا أحد يمكنه أن يؤكد بما ستؤول اليه الأمور بعد ذلك وهذه العتمة و الضبابية في مستقبل الإتفاق تفتح جميع التكهنات و الآراء لمناقشة النص النووي، خاصة فيما يتعلق بالفترة الزمنية الواردة في نص هذا الإتفاق.
التعليقات (0)