" لو كنت رئيسا لقدمت استقالتي و لكن عندي بندقيتي و سأقاتل إلى أخر قطرة من دمي " هذا هو معمر القذافي الذي تسكنه الثورة و يتنفس الثورة و عاش من اجل الثورة و سيموت من اجل الثورة، الزعيم الذي يبدو لنا غريبا في سكناته و حركاته و تصريحاته و خيمته التي تشاركه بساطته و أحلامه و ثورته و لا نعرف كيف ستصادرها البنوك السويسرية ما دامت هي كل ممتلكاته و أصوله المالية.
إذا كنا نعيب على الزعيم جنون العظمة فإننا نعيب اليوم على الشعوب العربية جنون الغباء إذا كانت تعتقد أنها تخط مستقبلا مفعما بالحرية لان ما يجري اليوم هو سايس بيكو جديد أدواته أحيانا مطالب محقة و أهدافه خريطة عربية جديدة تقسم المقسم و تفتت المفتت لهذا أشاطر رأي حسن نصر الله حين قال أن الثورة المصرية ستغير وجه المنطقة، المنطقة التي قال عنها وزير خارجية إسرائيل افيغدور ليبرمان أنها تضعف و أن الأحداث أظهرت قوة إسرائيل و تركيا و إيران.
تساءلت كثيرا عن المسوغات التي تدفع ببعض الليبي إلى رفع ذلك الشعار الذهبي " الشعب يريد إسقاط النظام " و بحث في كل الملفات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الليبية فلم أجد إلا عدالة اجتماعية حقيقية و حرية مهولة و ديمقراطية مباشرة لا تمر من الصناديق الزجاجية و برامج الأحزاب الرديئة ، ديمقراطية في أنجع صورها و أبلغ أهدافها بمشاركة الفرد في خط السياسات التي تهم الوطن، لكن إذا سلمنا جدلا أن ثمة خللا ما في طريقة عمل الجماهيرية فاعتقد أن خارطة الطريق التي اقترحها سيف الإسلام القذافي في بناء جماهيرية ثانية بعلم و نشيد جديدين و دستور ميثاقي و حكم محلي أوسع بميزانيات مستقلة و سلطات تقريرية لتعد منتهى الإحساس بالخوف على الوطن و المسؤولية أمام التاريخ.
ليبيا ليست فعلا تونس و مصر فصوت القبيلة و العشيرة أقوى من المؤسسات القانونية وسط انتشار السلاح الذي يعد مسألة طبيعية انطلاقا من نظرية الشعب المسلح و من يعتقد أن القذافي قد ينزوي في مكان قصي خوفا على حياته و هروبا من بعض ذلك الليبي الذي يحلم بالتونسة و يعلق علم المملكة السنوسية في بنغازي و طبرق أو الذي أقام دولة الخلافة في البيضا و درنة فهو لا يعرف التاريخ جيدا و كان من الأولى أن يعيد قراءة تجارب رونالد ريغان و فرانسوا ميترو و مارغريت تاتشر و جعفر النميري و أنور السادات و الحبيب بورقيبة لعله يكشف بعض ملامح شخصية قائد ثورة الفاتح.
إن الأزمة الليبية الحالية تفتح ناقوس الخطر الذي دقه الأكاديمي الكويتي عبد الله النفيسي حول اليد العاملة الأجنبية و التي عدها خطرا محدقا ببلدان الخليج إذ رأى أنها ستشكل تهديدا لاستقرار الأنظمة نظرا لتعاظم عددها و هذا ما أظهرته الأحداث في ليبيا من دور الأجانب سواء الأفارقة و العرب في عمليات التخريب و التدمير و الأنكى و الأمر من كل ذلك أداء إعلامنا العبري و لا اعرف لماذا يصر حرف الباء دائما أن يحتل المقدمة على حرف الراء كلما هممت لتقييم الإعلام و لكن كما قال الزعيم من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة و الوقت الحساب قادم لا محالة.
و حتى يكون ردنا على تلك الفتوى الشاذة التي أعلن عنها المدعو القرضاوي في دولة قناة الجزيرة حول اهدار دم الزعيم فاننا نردد
الله معمر و ليبيا و بس
تحية لك أيها الزعيم و إننا في صفوفك الأولى عند الزحف المقدس لان الأوطان اغلى من بضعة آلاف و السلاح بيننا ايها المرجفون
التعليقات (0)