اخاطب في هذه الرسالة كل من يساهم في تردي مهرجان السينما الافريقية (بخريبكة )  لا انتقد الاشخاص ,انتقد المواقف.

اذا كانت خريبكة داراً لأبيك٠٠ فاطردني من دار ابيك
بعد ثلاثة عقود، نصل الى دورة القحط و الشحط، بشعارها المثير: افقأوا عيونكم، لنضع على صدوركم شارة المُبْصرين٠
بعد ثلاثة عقود، نتأكّد من ان المهرجان المحتجز رهينة ِبيَدِ من لا يفهمون، و لا يستفهمون، ويزعمون انه لا يوجد بُعد زمني، تسمّيه البداهة الانسانية المستقبل٠
بعد ثلاثة عقود، نسمع اشداقاً، تدّعي ان الجامعة (جواسم) جثة مجهولة الأهل، ويتجاهلون وجود اندية صامدة، ترفض التهميش و التجميد٠
بعد ثلاثة عقود، يغلقون النافذة الوحيدة التي يتسرب منها الهواء النَّزْرُ ،الى خريبكة
بعد ثلاثة عقود، ينادي المنادي ان الجمعية مَوْؤدة، وان المؤسسة دائرة موصودة، وان الرئيس من الرباط،
وان امين المال من الرباط، وان البرمجة في الرباط ،وان انتقاء المشاركات في الرباط، و ان الرباط َفي الرباطِ، والرباط مثل حتّى، وحتى حرف جر يا فتى، و تنصب المضارع اذا اتى٠
بعد ثلاثة عقود، يصبح سيناريو الفيلم المغربي( ابن السبيل)، هو سيناريو المهرجان ،حيث يفقد البطل في كل محطة شيئا من معنوياته، و مادياته٠ الى ان يجد نفسه على متن زورق تتلاعب به الامواج٠ وفي جيبه عنوان ُمزيّف!
بعد ثلاثة عقود، تطوِّقُنا الفجيعة٠ والمصيبة ان الذي نثق فيه يصرخ :لابد ان يدخل بها٠ وان الذي نحرص عليه يردِّدُ :لابد ان ادخل بها!
وهنا نقف عند الاضطرار الفادح، لتوضيح الواضح, لزمرة الاقصاء: مهندسين، و تقنيين، و اعوان:
ان اولى الناس بالحديث عن ايجابيات  نور الدين الصايل( رئيس مؤسسة المهرجان ,ومديرالمركز السينمائ المغربي): هم الذين يحملونه مسؤولية السقوط المدوّي للمهرجان من الطابق الثالث عشر٠
ان اولى الناس بالحديث عن ايجابيات الصايل: من يرون ان الصايل مُحاصَرمن طرف شبكة انتفاعية ،حوّلتْهُ الى دِرع بشرية٠ ولا يعنيهم تبديد رصيده المعنوي، بقدر ما يعنيهم تشغيل آلة الاقصاء٠ واذا اقتضى
الحال الاجهاز على العنب و الناطور، فان شعارهم :العاجز من لا يزيل الحاجز٠
ان اولى الناس بالحديث عن ايجابيات الصايل: من يستغرب الجمع بين الرئاستين٠ و الحال انه اكبر منهما٠
ان افريقيا ليست زُقاقاً ٠انها الفضاءات الموسومة بالتعدد و التعقّد ٠انها قارة المستقبل بعد معارك المستقبل:
من اجل الانتقال الفعلي الى الديمقراطية الحقيقية، واعتذار الاستعمار عن جرائمه، والتصدي لمؤامرات تفجير الفسيسفاء الافريقي٠ ان الاهتمام بالابداع الافريقي مرتبط بعنوان سيادي٠ ومطلوب صياغة متْنِهِ
بالعراقة التاريخية التي تتكلم لغة الشراكة الوطنية٠
وبعد, فانّه علينا ان نيأسَ من اي تغييرفي اوضاع المهرجان٠ وعلينا ان نفكر في البديل الذي لا غنى عن التمرّس بالبحث عن مساره و آفاقه٠
علينا ان نفكر في المبادرة المُوازية، و التواصل الموازي، والتنظيم الموازي٠
علينا ان ندعو الى تاسيس إطار يضم اصدقاء السينما الافريقية بخريبكة٠
علينا ان نفكر في التعبئة القصوى، معتمدين على التواصل الافتراضي، مستفيدين من مئات العناوين التي يتيحها الانترنيت، وعشرات المواقع التي تعنى بالابداع الافريقي،
علينا ان نفكر بصوت مسموع٠ علينا ان نجعل من انقاذ المهرجان قضية اساسية ٠علينا ان نجعل من 25 مارس تاريخ انطلاق الدورة الاولى 1977، يوما مشهودا ٠حيث ندعو الى اعتباره يوما افريقياً للسينما ،على غرار الايام العالمية التي يحتفل بها المنتظم الدولي٠
نعم سنجدهم في احدى المنعطفات، واثقين من اخفاقنا! لكننا لن نجدهم في الافق٠ اننانتطلع الى ترسيخ مصدر جديد ووطيد للثقة في الذات: مغاربة و افارقة٠
اما الذين يزعمون ان المغاربة يحتاجون الى عقود اخرى،ليصيروا مواطنين، فلا يستحقون عناء الرد على امانيهم البائدة ٠انهم يشبهون اسيادهم: البرجوازية الرثة التي لا يزعجها ان يصنف المؤشر العالمي افلاسها
عند هذا الترتيب:130
وبعد، فثمة كلمات تذخرها خريبكة منذ ازيد من 50 سنة ، منها:
لن يوحد الناهب و المنهوب هتاف مشترك
لن يوحد الناهب و المنهوب مسار مشترك
لن يوحد الناهب والمنهوب اختيار مشترك
توقيع: خالد كدحي

17يوليوز2010