مواضيع اليوم

ما أشبه اليوم بالبارحة

اسامة السويركى

2011-10-27 14:41:26

0

                                      ما أشبه اليوم بالبارحة

 

الحراك السياسي في مصر وما يشهده من تطور إنما هو ثمرة من ثمرات ثورة نزفت من اجلها الدماء وصعدت فدائها أرواح إلى السماء فلا يمكن الاقتراب منه واستغلاله لصالح فئة على حساب جموع الشعب فهو محمي بجدار ثوري بعد أن اشتعلت المنطقة بالثورات التي هدمت عروشا وقتلت وحاكمت المتربعين عليها منذ عدة عقود.

 

أصدقاء الأمس تحولوا بقدرة قادر إلى أعداء اليوم فما يجري اليوم في المشهد المصري استفراد لمجموعة المستقدمين على حساب الثورة يحاول كل واحدا منهم أن يظهر للناس انه ملاك رحيم وهو في حقيقة الأمر شيطان رجيم ليغض الثوار الطرف عن كل جرائمه التي اقترفها بحق الشعب من تدليس وصمت أمام جحافل النظام البائد بل كان يطبل ويهلل ويسبح بحمدهم .

 

إلى أولئك الحمقى والمغفلين على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية الذين غرتهم الأماني واستهوتهم الشعارات نقول لهم أبناء هذا الوطن لن يعطوكم الفرصة للتسلق على أكتافهم واتخاذ الدين مطية للوصول إلى مطامعكم الدنيئة والزج بهم في براثن الفتنة. 

 

لن تكون نهاية الثورة تسلق أشخاص وجماعات في ظاهرهم ثوار وقلوبهم ملئ بالحقد وعشش في عقولهم التطرف والتعصب الأهوج يبحثون بأفكارهم الشيطانية عن سلطة تحميهم من "التقليب في دفاترهم" الملغمة بالعمالة والتواطؤ.

 

في هذا الوقت من العام الماضي شاهدنا وشاهد العالم بلطجية النظام البائد وهم يقتحمون اللجان الانتخابية ويثيرون الفزع والرعب في قلوب الناخبين وبما أن لم تعد تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية إلا أياما معدودة نخشى أن يتكرر المشهد في ظل التعصب والتطرف الذي أصبح سيد الموقف وفى ظل الانفلات الأمني الذي تشهده كافة المحافظات بلا استثناء ليشمت فينا القاصي والداني "وما أشبه اليوم بالبارحة".

 

أليس من حق الشعب المصري بعد كل هذه المعاناة أن يقول بملء فيه للباطل أنت باطل وأن يرفض الشعارات الإملائية والعبارات الإنشائية ويقبل على انتخابات برلمانية دون أن يشعر بالعنصرية ؟  أليس من حق هذا الشعب أن يرفض الأحزاب الطائفية المبنية على العنصرية بكل أمراضها وأدرانها التي سوف تكشف عنها الأيام القليلة المقبلة ليتباين الموقف بين جموع الحق الذي يمثله أبناء مصر المخلصين وبين المتسلقين على الثورة الذين يبحثون في مزابل تاريخهم عن مبررات تنجيهم من سخط الشعب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !