دكتاتورية الديمقراطية
حب السلطة طموح مشروع والكل يرغب به لسد حاجة شخصية او حاجة وطنية يخدم وطن او يخرب وطن وهذا يعتمد على الارث الاجتماعي الذي تربى عليه .
وتؤكد نظرية الإنجاز لمكيلاند) (McClelland):أن هناك حاجات رئيسة غير متسلسلة يسعى الأفراد إلى إشباعها، وتكون هذه الحاجات دافعة ومحركة للسلوك الإنساني ومنها: الحاجة إلى القوة المتمثلة في السلطة، والمركز الوظيفي وفرصة الكسب و الحاجة إلى الإنجاز في العمل والشعور بأن الفرد منتج ومتقن للعمل .ويرى ماكليلاند أن الأفراد الذين لديهم حاجة للقوة يبحثون عن الفرصة لكسب المركز والسلطة، وبذلك يقبلون على المهام التي توفر لهم هذه الفرصة، ومن ثم إشباع هذه الحاجة لديهم).
فالتشبث بالسلطة ياتي لاشباع حاجات نفسية واجتماعية ومادية وان الأهداف التي يحملها الفرد تعكس سلبية او ايجابية السلطة .
ومثل هذه القيادات لهم مواصفات قيادية تشعرهم على أنهم اقدر من الآخرين لحمل المسؤولية . وهذا مشروع وايجابي ويعد مبدأ من مبادئ اثبات الذات .
والحالة غير صحية هو التمسك بالسلطة والشعور أن السلطة تضيف لهم نقصا وإنها مصدر قوتهم الشخصية وبلا سلطة لا يمكن أن يتعايشوا مع الآخرين بشكل طبيعي والشخص الذي تُسحب منه السلطة يعد كل يوم يمر عليه بسنة وهذا ما شاهدناه في أزلام النظام السابق الذين حكموا العراق واليوم حسني مبارك اذ تسوء حالته الصحية يوم بعد يوم حتى أصبح مقره واستقراره في مستشفى يفضل العيش فيه على العيش مع الناس او يرغبوا بالابتعاد والاختفاء عن الآخرين كما حصل للرئيسين التونسي واليمني المخلوعين .
واليوم العراق يواجه أصعب مرحلة من مراحل تاريخه لم يجربها من قبل وهي التحول من الدكتاتورية الى الديمقراطي نظام لم يشهده البلد قبل هذا التاريخ .واختبار من أصعب الاختبارات ألا وهو الحراك الديمقراطي نحو سحب الثقة من الحكومة الحالية وهي من الحراك الديمقراطية السليم و تجربة تعطي للدستور قوته وهيبته وانه فوق الأشخاص وله الحكم الفصل وفي كلا الحالتين نجاح سحب الثقة او فشلها وفق الخطوات الدستورية عملية سليمة تعزز النظام الديمقراطي في العراق الذي أصبح أنموذجا يحتذى به في البلدان العربية الأخرى او يحلموا بمثله .
ويبرهن العراقيون ان العراق دخل من بوابة الديمقراطية السليمة ولايمكن بعد اليوم اي شخص قادر على تهديد النظام الديمقراطي والدستوري في العراق .
وان نجحت سحب الثقة سوف يحصل منها العراق والعراقيين على فائدة كبيرة الا وهي مامن احد يفكر في ان يستلم هذا المنصب حتى يعرف ان قوة الشعب اقوى منه وان منصبه زائل لامحال فعليه ان يعمل للشعب ولايعمل للتمسك بالكرسي .
اما من يريد ان يجهض كل المحاولات لسحب الثقة فهؤلاء يستهدفون الديمقراطية لذلك يخرج بعض السياسيين في الإعلام بالتهديد والوعيد متجاهل الشعب الذي اصبح اكثر وعيا في ان يمارس شعيرة من شعائر الديمقراطية وهو الفائز بكلا الحالتين النجاح او الفشل .
.فمادام الدستور يؤيد ذلك فما الضير وهل البلاد تقف على اعتاب شخص تتوسل به ان يحكمهما سنين متعاقبة . فالتمسك بالسلطة في النظام الديمقراطي يلبسها لباس الدكتاتورية .وللنبي محمد (صلى الله عيه واله وسلم ) حديثا صور فيه التمسك بالسلطة قائلا:
((إنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الإِمارَةِ، وستَكونُ نَدَامَةً يومَ القِيامَةِ، فَنِعْمَ المُرْضِعَةُ، وبِئْسَتِ الفَاطِمَةُ)).وحديث النبي خير خاتم .
التعليقات (0)