الكونفوشيوسية هي نسبة إلى كونفوشيوس ، ذلك المفكر والمصلح الاجتماعي الصيني والذى ولد عام 551 قبل الميلاد ، وتوفى عام 479 قبل الميلاد . ولعل أهم ما نادى به كونفوشيوس هو مبدأ سيادة الشعب ــ وليس طبقة مصطنعة ومخلقة من الشعب ، وهى طبقة العسكر ..! ــ فهو يقول أن الأمة هي صاحبة السيادة ، ومصدر السلطة ، كما دعا إلى إقامة عدالة اجتماعية وإعانة المرضى والعاجزين عن العمل . وتقوم فلسفته على أن تكون هناك حكومة تخدم الشعب ــ وليس الشعب هو الذي يخدمها ، وكما هو الحال في بلد العجائب مصر ..!
ولقد أثرت الكونفشيوسية تأثيرا عظيما فى منهج حياة الصينيين ، وقد انتقل تأثيرها من ثم إلى كل من كوريا واليابان ، وفيتنام ، ثم ما لبست أن اجتاحت كل دول شرق أسيا ، وصارت من ثم ركيزة ثابتة في ثقافة تلك الشعوب..!.. ـــ موسوعة ويكبيديا الالكترونية الحرة ، بتصرف .
أما الفنكوشية فهي على النقيض تماما من الكونفشيوسية فهي مرادف للسيسية ــ نسبة إلى سيسي ــ ومن ثم فهي معنية بترويج وتسويق الوهم ، ومن ثم ممارسة كل أنواع الغش والتدليس وأيضا الغبن على الشعب ، فهي إذن محصلة كل الصفات والأفعال السلبية الضارة المؤذية الهدامة لكل من الفرد والمجتمع ..!
و يفترض فقط في دولة الدستور والقانون ، ودولة المؤسسات البرلمانية الحقيقية ، ومن ثم الدولة التي يكون فيها السيادة الحقيقية للشعب ؛ أن يقع كل ، أو أي ، ممن تسول له نفسه بممارسة الفنكوشية السيسية تحت طائلة القانون ، وخاصة إذا كان القانون لا يطبق بشكل انتقائي . ولنأخذ العبرة هنا حتى من الشرق الذى ننتمي إليه ، وفي الصين ذاتها ، ونتذكر لحظة القبض ، ومن ثم محاكمة ما سمي بعصابة الأربعة ، والتي كان على رأسها زوجة أعظم زعيم صيني لدى الصينيين فى العصر الحديث ، وهي زوجة ماو تسي تونج ــ والتي هي بالنسبة لغيرها من زوجات لصوص العالم الثالث كسوزي ، وجيجي ــ أي جيهان السادات ، وسوزان مبارك ــ تعد مثالا يحتذى للأمانة والطهارة ، وحب الوطن ، وعدم الفحش في استغلال النفوذ على الأقل فى حياة الزعيم ، أو بالأحرى ؛ العميل ؛ زوج أي من الأخيرتين ..!
وقد كلنا مرارا أن كل زعيم من العسكر اعتلى عرش مصر الرئاسي يشرع أولا بغض الطرف عما نهبه سلفه من أموال وثروات الشعب ، وتهريبها إلى الخارج ، ثم يقوم بحمايته ، وبعدئذ يطلب من عامة الناس ــ وليس من خواصهم بطبيعة الحال ..! ــ أن يضحوا من اجل بلدهم الغالي ؛ مصر ، وليس سيسي إستثناءا من تلك القاعدة ؛ قاعدة الحلقة الجهنمية المفرغة تلك ..!
صحيح أن هناك مثل مصري شائع ، وفي غاية الحكمة ، يقول ؛ " إذا كان اللي بيتكلم مجنون يبقى اللي بيستمع عاقل " .. إلا أن العسكر ديدنهم دائما هو استغباء ، واستحمار ــ فضلا عن استعباط ..! ــ الشعب ، ويعولون كثيرا جدا على حالة اللامبالاة التي تطفو ، كما تطغى على السطح احيانا ، كما يعولون كثيرا كذلك على ضعف ذاكرته ، او حالة الزهايمر الاجتماعي المصري ــ إن جاز التعبير ــ من ناحية ، كما لا يقصرون لحظة ، من جهتهم ، كذلك نحو سعيهم الحثيث ليل نهار على تزييف / تغييب ، الوعي العام من ناحية أخرى ..!
فهل من المعقول ، أو المقبول إذن ، وبناءا على ما تقدم ، أن يطلب سيسي أن يضحى الموظف المعدم ــ وبما لا يملكه أصلا ــ من أجل مصر ..!
افلم يكن أولى بسيادة المصلح الفنكوشي الهمام أن يطلب من العسكر أولا التضحية بما يستولون عليه من ثروات غير مستحقة ، ومستقطعة من ثروات واقتصاد الشعب والدولة ..؟!
أفلم يكن أولى بسيادة المصلح الفنكوشي الهمام أن يحافظ أولا على ثروات مصر من البترول والغاز ، فيسترد مثلا ما سبق وتنازل عنه من حقلي الغاز الواقعين في مياهنا الاقليمية بالمتوسط لكل من قبرص واليونان ..؟!
أفلم يكن أول بسيادة المصلح العاقل الفنكوشي الهمام أن يعيد / يسعى ، وبكل دأب ، نحو إعادة هيكلة وزارة البترول ذاتها ــ ودعك الآن من الأمن والداخلية ..! ــ حيث لا يعقل أن تكون مصر المنتجة لكل كن البترول والغاز ، أن تكون وزارة البترول فيها مدينة سنويا بما قيمته ملياري جنيه ــ وربما ملياري دولار ..! ــ وذلك بأسعار عدة سنوات خلت ، ومنذ أن كلف الجنزوري برئاسة الوزراء في عهد مرسي .. حيث انه هو ذاته ــ أي الجنزوري ــ من اطلع الشعب في حقيقة الأمر بتلك الحقيقة المرة .. ولا نعرف الآن إلى أي مدى قد وصل هذا الفرق فى موازنة وزارة البترول بين الايرادات والنفقات ، او الاستخدامات .. وذلك مع ارتفاع حدة الاسعار ، وهبوط أسعر النفط فى ذات الوقت ، وزيادة معدلات الفساد إلى ارقام / قدرات غير مسبوقة ..!
أمن العدل بمكان يا سيادة الفنكوشي الهمام أن تساوى بين من يعمل بجد واجتهاد وتفان واخلاص ، وبمن لا يعمل على الاطلاق وتضع الجميع في سلة واحدة ، وتطلق عليهم حكم العسكر ، والمسمى تمويها بقانون الخدمة المدنية ، ودونما حتى مناقشة أصحاب الشأن والمعنيون بتطبيق هذا القانون / الحكم ؛ " أي حكم العسكر " بطبيعة الحال ..!
إذن فلعل من البديهي هنا أيضا ان نكفر بمقولتكم البالية ، والمراوغة ، والقائلة ؛ " المساواة في الظلم عدل " ، وذلك ببساطة لأن المساوة فى الظلم ظلم ، وليس بعدل ايها القائد الفنكوشي الهمام ..!
افلم يكن أولى بسيادة المصلح الفنكوشي الهمام أن يبادر هو أولا بمنع الوظائف الوهمية لكبار المتقاعدين ــ أو الذين يتم إحالتهم إلى التقاعد في سن مبكرة ..! ــ من العسكر ، والذين تعج بهم كافة الوزارات ، والهيئات ــ بما في ذلك هيئة قناة السويس ذاتها ..! ــ والمصالح الحكومية ، بصفتهم مستشارين ، ومديرين ، ورؤساء ، ويتقاضى جملتهم ــ بجانب معشهم التقاعدي بطبيعة الحال ــ أكثر ، أو أضعاف ما يلقى من فتات لصغار الموظفين الذين تريد أن تتخلص منهم أيها المصلح الفنكوشي الهمام .. والمفارقة المؤلمة هنا انهم لا يفعلون شيئا مفيدا عادة ، أو ذا جدوى ، مقابل ما يتقاضونه من أجور ، ورواتب مرتفعة جدا ، في حين أن كل من يقوم بالعمل الحقيقي ، والمنجز ، هو من تريد أن تتخلص منهم يا سيادة المصلح الفنكوشي الهمام .. أفلم يكن من العدل ، والعدالة الاجتماعية بمكان أن تطلب من عسكرك المكوس في بيوتهم خاصة بعد أن وصلوا إلى سن التقاعد ، على الأقل لعلاج أزمة البطالة وحالة الفقر والبؤس المتفشية في البلاد ولو جزئيا ، وذلك يا أخي أسوة بحيدر العبادي رئيس وزراء العراق الحالي ، والذي شرع الآن فقط بإجراءات من هذا النوع ، بعد أن ظهرت بوادر ثورة عراقية جديدة تجتاح العراق من أقصاه إلى اقصاه ــ ما هو برضه عميل أمريكاني .. أم تراك تظن انك قد أمنت نفسك من ثورة قادمة ، وقد احتطت لها جيدا .. ؟!
افلم يكن أولى بسيادة المصلح العاقل الفنكوشي الهمام أن يسعى نحو استرداد ما هربه مبارك وأبناءه وأزلامه من مليارات الدولارات خارج مصر بدلا من تطفيش أبناء مصر إلى الخارج ، من خلال قانونك/ حكمك العسكري الخاص بالخدمة المدنية ..؟!
ثم ألم يكن أولى بسيادة المصلح العاقل الفنكوشي الهمام أن يساوى بين كل العاملين في الدولة من ناحية تطبيق قانونه / حكمه العسكري ، والمسمى بقانون الخدمة المدنية ، حيث يطبقه مثلا على المعدمين أصلا ويستثنى منه القادرون ، والذين لا تتأثر دخولهم كثيرا بما ينص عليه قانونه / حكمه العسكري الظالم الهدام ..؟!
مجدى الحداد
magdyalhaddad@yahoo.com
التعليقات (0)