منذ صدر الإعلان الدستورى الأخير والدنيا قامت ولم تقعد ..قالوا هذا الإعلان شطر الأمة شطرين مؤيد ومعارض ...وأنا أختلف بشدة مع هذا التصنيف ..والذى أراه وأعيشه أن الشعب المصرى الذى هو الناس المنشغلون بهمومهم وأكل عيشهم لايعنيهم هذا الإعلان الدستورى من قريب أو بعيد إنما يعنيهم معايشهم اليومية ...أما مصر المنقسمة فهى مصر النخبة ...مصر الأحزاب ..ومن هنا يكونالكلام موضوعيا...
فياأيهاالأحزاب...من كان بالأمس البعيد والقريب تهتف بسقوط النائب العام باعتباره مسئولا عن هزلية المحاكمات وإهدارالأدلة مما أدى إلى براءة القتلة ؟
وياأيها الأحزاب ..من كان بالأمس يحتفل بذكرى شهداء محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء ؟ويطالب بالقصاص ؟
وياأيها الأحزاب...من كان ينوح على حقوق الشهداء والمصابين ويذكر الرئيس بوعده بأن دماءهم وحقوقهم فى رقبته ؟
أليست هذه مطالبات ثورية ؟ فإذا قام الرئيس بإجراء لوضع هذه المطالب موضع التنفيذ كان خارجا على دولة القانون ؟ وكان معتديا بإصداره الإعلان الدستورى الأخير ؟
طيب...ألم يصدر المجلس العسكرى السابق إعلانات دستورية وأقرتها المحكمة الدستورية ؟
أليس الرئيس عمليا يقوم بالسلطة التشريعية مؤقتا إلى حين انتخاب مجلس شعب جديد ؟ وإذا كان هذا أمرا مقبولا لم يعترض عليه أحد فما العيب فى أن يصدر الرئيس إعلانا دستوريا من حقه إصداره ؟
قالوا :ولكن ليس من حقه تحصين قراراته ضد الطعن أمام القضاء ...مع أن المجلس العسكرى فعل نفس الشىء بخصوص قرارات اللجنة العليا للإنتخابات ...فهل من مصلحة مصر فى هذه المرحلة أن تترك الأمور لهذا التسيب الذى لم يكن يبدو له شاطىء ؟ألم يكن من الأصلح لمصر أن تصدر المحكمة الدستورية العليا حكمها ببطلان انتخابات مجلس الشعب وفى نفس الوقت باستمراره فى عمله مؤقتا ؟ وفى هذهالحال لن تكون بدعا فقد قررت المحكمة الدستورية العليا فى ألمانيا ببطلان (البوندستاج ) مع استمراره مدة ولايته ؟
الحق أقول:إن هذه الزوبعة مفتعلة ومقصودة لتعكير الجو على الرئيس أملا فى أن ينصب ذلك فى الانتخابات البرلمانية القادمة وأملا عميقا فى سقوط أحزاب ما يسمى بالإسلام السياسى ...
إن الرئيس /محمد مرسى بشر يجتهد ويخطىء ويصيب ..وإذا كان لابد من لومه ليرتاح اللائمون فإنى آخذ عليه أمرين :
الأول : لماذا ياسيادة الرئيس لاتعيد تشكيل لجنة الدستور وتضم إليها جهابذة أساتذة القانون الدستورى ورؤساء النقابات وبعض الشخصيات التى تتمتع بمصداقية لدى الناس ؟
الثانى:كنت أود أن لو كان خطابك الأخير من التلفزيون المصرى لامن امام الجماهير المؤيدة لك مما فسره معارضوك على أنه انحياز .
عموما ...من حق كل أحد أن يقول رأيه ولكن من المصلحة النظرإلى المصلحة العليا وإذا كنا فى مرحلة استثنائية فلماذا لايعتبر هذا الإعلان الدستورى المثير للجدل من ضمن هذا الاستثناء ؟
التعليقات (0)