مواضيع اليوم

الإسلاميون والدستور

جزاك الله خيراً سيدي .. وثبتنا وإياك على صراطه المستقيم . لا شكّ – كما تفضلتم – أنّ السيادة قد أثبتها الله سبحانه في كتابه الكريم إلى البشر مؤمنين وكافرين . ومن غير ما ذكرتم من النصوص قول الله تعالى : ( وألفيا سيدها لدى الباب ... ) وقد استنبط ابن كثير في تفسيره من هذا النصّ حكماً شرعياً بسيادة الرجل للمرأة ( الزوج لزوجه ) على قلة ما يقول ابن كثير من عنده في كتاب الله ، إذ تفسيره بالمأثور ، والمنقول دون المعقول / غير أنه قد بدا لي أنّ في المسألة شيئين اثنين لا شيئاً واحداً : سيادة للناس فوقها سيادة القاهر فوق عباده سبحانه ، وحكم بين الناس بما أرى الله الحـَكـَم العدل نبيّه الصادق الأمين .. فأمّا الحكم فإنما هو لله وحده .. ( إن الحكم إلاّ لله ... ) ( أفحكم الجاهليّة يبغون ؟ ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ؟ ) ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ً مما قضيت ويسلـّموا تسليما ) ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتـّبع الهوى ) ... فمن رغب عن دين الله وشرعه وحكمه فهو لا شكّ كافر والعياذ بالله ! ومن ظنّ أنّ ثمة شرعة هي للناس في دينهم ودنياهم - في أيّ زمان أو مكان - أصلح من هدي ربنا وشرعته ، فما أحسبه إلاّ كافرا ً كذلك .. وإنّ أيّ دستور يضعه المشرعون والخبراء للمسلمين أولأمّة منهم لا يأخذ بالأصول والمقاصد الشرعيّة الإسلاميّة كلها دون استثناء هو دستور باطل باطل ، ومن رضي به من المسلمين بقلبه فدينه مدخول ونسأل الله تعالى له ولنا أن يردنا وإيّاه إلى دينه الحقّ ردّا ً جميلا ً .. / وأمّا أن يُغلب المسلمون على أمرهم فيـُضطروا إلى الموافقة على دستور توافقيّ لا يلبي أصول الشرع الحكيم ومقاصده كلها بحكم اختلاطهم بالمواطنة مع سواهم ممن لا يؤمنون بهذا الشرع جملة أو مع من لـُبّس عليهم دينهم بجهل شرعي – والموافقة لا تعني الرضا – ورأى علماؤهم الأعلام الراسخون في العلم ، أنّ من السياسة الشرعيّة الموافقة على دستور كهذا ليفضي إلى فرصة يتاح فيها تعريف الناس بدينهم ، ويرفع فيها الظلم بصنوفه ، ويذوق الناس فيها حلاوة العدل والرخاء .. في خطوة نحو دولة يطالب بها الناس أنفسهم ، كلهم أو جلـّهم ،هي دولة الإسلام الحقّ .. فلا ضير ، إن كان في السياسة الشرعيّة متـّسع لمثله .. / غير أنّ الذي أراه بما أوتيت من علم قليل – ولا أعقـّب على الأئمّة الأعلام - أنّ هذا الأمر منطو ٍ على أمر خطير جدّ خطير .. يساوم فيه الناس على أصول دينهم . ولسنا مضطرين كذلك إلى تجميل شرع ، جمّله ربه ، في أعين قوم سٌكـّرت أبصارهم عن الجمال ، لا سيما بالموافقة على إنقاص من هذا الجمال أو تشويهه .. / وإنّي لأخشى أن يكون حالنا مع هذه الدولة المدنيّة التي تصرّ الأيدي الخفيّة الآثمة على إفشال تجربة الإسلاميين فيها ، كالذي دفع كلّ شيء .. واشترى جوزاً فارغا ً .. !

بقلم الأستاذ /عمر غورانى 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !