هل يعرف الواحد منا نفسه حق المعرفة ؟تقول لى :طبعا وكيف يجهل الإنسان نفسه التى بين جنبيه ؟أقول لك :ياليت الأمر كان بهذه السهولة ألم تجد نفسك يوما تتحدث إلى نفسك بصوت عال فى حالة حزن عميق أو فرح غامر ؟وكأنك ترى فى نفسك شخصا آخر أو شيئا جديدا لم يكن من قبل .الحق أن نفوسنا بحر محيط متقلب وقد ترى فى نفسك إنسانا فاضلا ذامروءة فى موقف معين .وتراها غير ذلك فى موقف آخر وأنت هو أنت فما الذى غيرك من النقيض إلى النقيض ؟أذكرأننى وأنا فى السنة الثانية فى الجامعة جاءنى زميل يرجونى أن يقيم معى لأنه لامكان له وكنت أحب الإقامة منفردا ولم أستجب له مع إلحاحه الشديد ...ومضت سنون طوال وهذا الموقف يمثل لى سقطة كبيرة وعملا دنيئا لاأستطيع أن أنساه حتى الآن رغم مرورخمسين عاما..وعلى الطرف الآخر وفقنى الله تعالى إلى بعض الأعمال أرجو أن تكون فى ميزان حسناتى .وهنا أقف مع نفسى قائلا:من أنت ؟شريرة أم خيرة ؟ملاك أنت أم شيطان ؟

وتأخذنى إشراقة الفجر البليل لأسمع نفسى تقول :ألم تقرأ قوله تعالى :"وهديناه النجدين"؟فهاأنت بين النجدين تسير كسائر البشر ولكن الموفق من تكون مسيرته الغالبة إلى الخير أما أن تطمح فى أن تكون خيرا خالصا فذلك بشر لم يخلق بعد ولن يخلق فاحمد الله على المقاربة واسأل ربك التسديد والتثبيت .