والمسلم .. رائع في فكر متنوّر لا يأنف أن يأخذ الحكمة من أيّ وعاء ؛ فهي ضالّة المؤمن ، أينما وجدها فهو أحقّ بها ، على محاذير في هذا الخصوص لا أراك تغفلها .. جزاك الله خيراً ؛ فإن أكثر من أخالطهم من أترابي – وقد تجاوزنا عتبة الخمسين – أراهم محتاجين لمثل هذه النصائح وأنا أسمعهم يبدون الضيق والشكوى أو الدهشة من تسارع الأيّام ومداهمة السنّ المتقدمة .. بل أسمع من أناس في الأربعين يتكلمون بمشاعر الأسى لشيخوخة حلـّت بهم .. !
وعلى ذكر العطاء .. فإنه يحضرني الآن مثالان من العطاء في السنّ المتأخرة . أولهما : العالم الربّـاني العزّ بن عبد السلام العالم العامل المجاهد . قيل إنه بدأ يطلب العلم بعد الخمسين .. ! وأمّا الآخر ، فالشيخ المجاهد عمر المختار ، الذي جاهد الطليان وهو شيخ كبير ، واستشهد وهو في الثمانين .. ! ولا شكّ يحضر غيري سواهما الكثير من أعلام هذه الأمّة الأفذاذ وقد كانت ذروة عطائهم في سنّ متأخرة .. / وتحضرني الآن حكاية عن ثالث ؛ عالم جليل في الأندلس ، كبرت سنّه حتى سقط حاجباه على عينيه من الكبر .. رأوه ممسكاً في يد بكتاب يقرأه وفي الأخرى بالسبابة والإبهام يرفع حاجبيه عن عينيه .. قالوا له : وهل يحسـُن بالكبير أن يتعلّم .. ؟ فقال لهم : إذا كان يحسن به أن يعيش ، فإنه يحسن به أن يتعلّم .. !
تعليق :أرجو أن تسمح -أيها الصديق-بنقل هذه الخواطر المهمة لمزيد من الفائدة مع اعتذارى عن بعض الكلمات علنى لست أهلا لها .
التعليقات (0)