قال :علام تدل هذه الانتفاضات التى تجتاح الوطن العربى ؟

قلت :على أن الكيان العربى مازالت تنبض فيه إرادة الحياة .

قال :بعد هذا الموات الطويل ؟

قلت :بل بعد هذا البيات الطويل .فالموتى لاينتفضون .وإنما هو شىء أشبه ما يكون بالبيات الشتوى الذى له أمد وإن طال .

قال :أحسنت .فقد انتهى عهد البيات الشتوى العربى .

قلت :بل بدأت نهايته ولن ينقشع إلا بسقوط آخر طاغية وتحرركل الشعوب العربية .

قال :وبعدها ؟

قلت :وبعدها سيكون ميلاد عملاق جديد .

قال :ألا تخاف ؟

قلت :ممن ؟

قال :من تصارع الحكام الجدد ؟

قلت :كلا.فإذا سقطت الطواغيت جاء الراشدون الذين يقدمون صالح أمتهم على مصالحهم وهنا تلتقى المصلحة العليا للأمة

وإذا كانت أوربا رغم ما فيها من اختلافات جذرية قد تنادت إلى مصالحها فكانت   وحدتها فما بالك بالأمة العربية وبينها ما بينها من وشائج

وروابط  تدعو بطبيعتها إلى الوحدة لولا أطماع المغامرين والمهووسين ؟

قال :وعندئذ ؟

قلت :وعندئذ ترفع أمتنا رأسها بين الرؤوس وتكون من الفاعلين فى الحركة الدولية بما آتاها الله من إمكانات مادية ومعنوية تؤهلها أن تكون خيرأمة أخرجت للناس.