مواضيع اليوم

التخلية والتحلية

(التخلية قبل التحلية ) تعبير فقهى يدل على واقعية الشريعة الإسلامية وسلامة معالجتها لمسيرة التغيير. ومعنى هذا التعبير أنك إذا أردت أن تبنى بناء سليما فلا بد أن تكون الأرض صالحة للبناء فلا يمكن أن تبنى طابقا فوق منزل متداع آيل للسقوط .والصحيح أن تزيل هذا المبنى لتقيم مكانه بيتا جديدا على أساس قويم  وهذا أمر بدهى يتسق مع طبيعة الأشياء فلايصح أن تكوى ثوبا قذرا لأنك حينئذ تكرس قذارته فيصعب أو يستحيل إزالتها  .إذن .لابد أولا من (التخلية )أى إزالة المنزل المتهالك أو قذارة الثوب ثم تأتى عملية (التحلية ) من بناء أو زينة .

وهذا الأمر يسرى على المعنويات كما يسرى على الماديات .فلا تصح الصلاة شرعا من شخص كافر بالله .ولابد أن يخلى قلبه من رجس الكفر ثم يحليه بطهارة التقوى .

وهذه النظرية تسرى كذلك على واقع الأمم .والمرحلة التى تجتازها مصر الآن خير مثال .فنحن نريد مجتمعا جديدا ودولة ناهضة وهذا لايتأتى بترقيع نظام  فاسد متهالك لأننا إذا حاولنا ترقيع الثوب المهلهل اتسع الخرق على الراقع والصواب استبدال ثوب جديد بالثوب المهلهل .

ومن هنا كانت حكمة الثورة الرائعة من أول يوم (اسقاط النظام ) النظام كله لامجرد بعض الرؤوس فقد كان أخطبوطا له أذرع ماصة فى كل موقع ولابد من قطعها كلها خاصة الحزب الوطنى الذى مازال قائما حتى الآن من الناحية الرسمية ولابد من حله وعدم السماح لأعضائه بإعادة هيكلته وإن كان من حقهم الانتماء إلى الأحزاب الأخرى فرادى لامتكتلين وعلى أهل القانون أن يضعوا القوانين الضامنة .

كذلك لابد من حل المجالس المحلية التى كان الفساد فيها (للرُكب) كما كان يقال حتى فى العهد المباد .

ولكن أهم تطبيق لهذه القاعدة الشرعية هو نفوسنا نحن بمعنى أن يهتم كل منا بتخلية نفسه من أوزار كثيرة كالأنانية والتطلع إلى غير حقنا والتعصب للرأى ومحاولة تحطيم الإبداع ..الخ  ليحل محل ذلك الإيثار وقبول الآخر وإتقان العمل والتصدى الفورى للفساد و الانقياد -طواعية -للقانون .

هذه التخلية النفسية هى الأساس المتين لإعادة بناء الفرد والمجتمع .

عاشت مصر حرة وعاش شعبها العظيم .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !