مواضيع اليوم

مصر و ا لحاكم

على امتداد العصور  كانت شخصية مصر مختزلة فى شخصية الحاكم فكان الحاكم هو مصر والإساءة إليه إساءة   إلى الوطن ,وهذه النظرة أفرزت حاكما فوق المساءلة يحكم ولايحاكم  و أصبح مصدر السلطة الفعلية

وهذا بالضبط ما وصلت إليه حالنا قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير الرائعة . وقد رأينا طالبة فى الثانوية العامة تلجأ إلى الرئيس لينصفها وكأن مصر ليس بها قانون وقد تكرر هذا كثيرا فى أمور شتى . وكان الأجدر أن يحيل الرئيس الأمر إلى الجهة المسؤولة ويأمر بمحاسبة المسئولين ليكرس بذلك احترام القانون .

ولعلكم تذكرون حادث المنصة عندما أطلق الرصاص على الرئيس السادات فقد صرخ :(مصر) وكأن مصر ستموت بموته ولكن السادات مات وبقيت مصر  ورحل مبارك ولم ترحل مصر .

وهذه -فى رايى -معضلة المستقبل . أن تنفك هذه الصلة غير المقدسة بين مصر وحاكمها ,وعلينا أن نفيد  من تجارب الأمم الأخرى ولعلكم تذكرون أن مستشار ألمانيا(هيلموت كول) موحد ألمانيا وهادم جدار برلين هذا الرجل الرائع مع هذه الإنجازات يسقط فى أول انتخابات بعد تلك الإنجازات ,وهذه  عبقرية دولة المؤسسات لادولة الأشخاص .

ومعنى ذلك أننا نريد دولة مؤسسات   حقيقية  ولن تكون هذه الدولة إلا فى  كنف دستور قوى يرسى الحريات ويحدد السلطات و الصلاحيات ولا يترك مجالا لعودة فلسفة أبوة الحاكم .

ولقد كان شباب الخامس والعشرين من يناير أبعد نظرا وأكثر حكمة منا -نحن الكبار- عندما طالبوا بذلك .

حفظ الله مصر .وأعلى قدرها بين العالمين .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !