انه كتاب لم  تخرجه المطابع ولم توزعه دور النشر لأنه أكبر من هذه وأخلد.
انه كتاب تقرؤه بعينيك وأذنيك ويديك وأنفك ولسا نك وعقلك وقلبك
انه كتاب يقرؤه المبصر فيزداد بصيرة والأعمى فيزدادوعيا والجاهل فيتعلم والغافل فيتنبه والباكى فيضحك والضاحك فيبكى والمغرور فيتواضع
انه كتاب غلافه الزمان والمكا ن وصفحاته الكائنات وكلماته العجائب وسطوره الأيام
انه كتاب أنا وأنت من آياته وان كان من أجلنا كان فنحن الذين علمنا أسماءه وجعلنا خلفاءه
قرأت فى هذا الكتاب فتضاءلت أمام جبروته وأدركت أنى ورقة وسط اعصار لاتملك أمر نفسها
ثم قرأت فى هذا الكتاب فانتشى الأمل فى نفسى لأنى الورقة العاقلة التى تملك الكثير من أمرها وتعطى المعنى لمن حولها. قرأت فى هذا الكتاب فعرفت قدر نفسى حين أدركت أن كل ما حواه هذا الكتاب الرائع قد سخر من أجلى وأنى
بجوهرة العقل ومضغة القلب حجر الزاوية فى هذا الكتاب
وقرأت فى هذا الكتاب فشعرت بالخوف والرجاء والحب لخالق هذا الكتاب العظيم .
خفته لأنه أقوى من كل شئ.
ورجوته لأنه يملك كل شئ.
وأحببته لأنه يمنح كل شيء.
قرأت فى هذا الكتاب فسجدت لخالق هذا الكتاب (كتاب الكون) وأعلنت-بكل حب-ولائي لله رب العالمين.