دقت بابى سيدة فى منتصف العمر,بسيطة جدا ,تمسك ورقة بها بعض أسئلة ..كيف أحسن إلى والدى ووالدتى بعد وفاتهما ؟
البعض عرضواعلىّ الزواج وأنا أحس أنهم يطمعون فى المعاش
الكبير الذى ورثته عن أبى ,بم تنصحنى ؟
الصلاة تريحنى والصيام يتعبنى فهل تجبر الصلاة تقصيرى فى
صيام التطوع ؟
أسئلة تثلج الصدر لأنها تدل على شخصية تقية تلقائية لا تعرف
الخبث والتصنع ,ولكنها وقفت طويلا عند أمر أهمها كثيرا ..
قالت :إن إخوتها لايصلونها وهى تصلهم وعندما تذهب إلى بيوتهم يكون استقبالهم فاترا وكثيرا ما يسخرون من مظهرها البسيط وتقول إنها مصرة على صلتهم وتسأل :هل هى على صواب ؟أم أنها تهين نفسها ؟
فذكرتها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابى الذى جاء بنفس الشكوى وأنه شجعه على مواصلة صلة رحمه رغم قسوة أقاربه وأخبره أن معه من الله حافظ ونصير وأنه كأنما (يسفهم الملّ)أى يملأأفواههم بالرماد الحار.,وطمأنتها أن الله لايكلف نفسا إلا وسعها .
إن هذه السيدة النقية رمزللتدين الفطرى الصحيح الذى لم تعقده الفلسفة ولم تلوثه الحضارة .
هل نستطيع أن نطرح كثيرا من أوهامنا ومن موروثات عاداتنا
ونعود إلى الأصول الأولى النقية السهلة التى نقلت السلف الصالح
من الحياة الجاهلية العفنة إلى حياة مثالية طهور ؟
ليس ذلك -إن شاء الله -بمستحيل .
التعليقات (0)