فى برنامج (الحقيقة) الذى يقدمه الإعلامى /وائل الإبراشى سمعت أحد الدعاة يهاجم إحدى الفنانات هجوما مقذعا ..ولقد أفزعنى ذلك فزعا شديدا ودفعنى إلى التساؤل:
أولا:هل للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر حدود ؟والجواب :نعم .وحدوده جدواه .بمعنى أنه إذا كانت إزالة المنكر تحدث ضررا أشد كان على الداعية أن يصمت لأن القاعدة الشرعية الأصولية تقول (لايزال الضرر الأخف بالضرر الأشد ).
ثانيا:ماحدود سلطة الدعاة فى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ؟والإجابة :أنه لاسلطان للداعية مطلقا ...لأنه إذا قال الله تعالى لنبيه "لست عليهم بمصطر " "وما أنت عليهم بجبار ""أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ...لم يبق لداعية -بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم -أن يتجاوز حدود الحكمة والموعظة الحسنة .
ثالثا:هل للداعية حصانة بحيث لايؤاخذ إذا تجاوز وأساء ؟والجواب :لا وإنما هو واحد من الناس يؤاخذ بما يقول .
رابعا:-وبناء على ما سبق- ماحكم هذا الداعية الذى رمى تلك الفنانة صراحة بالزنا ؟والجواب :عليه أن يأتى بأربعة شهداء يشهدون بما يقول أمام القاضى فإن لم يفعل وجب عليه الحد وهو الجلد ثمانون جلدة وإهدار شهادته عملا بقوله تعالى "والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون "النور4 وتبعا لذلك يجب أن يبعد هذا الشخص عن ممارسة الدعوة لأنه فاسق بوصف الله له .
خامسا:ولكن قد يقال:إن هذه الفنانة وغيرها يمكن أن تكون قد قدمت أعمالا تخدش الحياء وهذه جريمة وربما كان فى الهجوم القاسى على هؤلاء منعا لانتشار الفاحشة ؟ والجواب :إن الحديث عن الفاحشة من أسباب شيوع الفاحشة وقد قبح الله عز وجل تلقى حديث الفاحشة بالألسن "إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم "النور 15
سادسا:وماذا على الداعية أن يفعل إذا أراد التحذير من الأعمال الفنية التى يراها منافية لأخلاق الإسلام ؟ والجواب :عليه أن يقتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كان يقول "ما بال قوم يقولون كذا "؟ ولم يكن يسمى من أساء وهذا أدب نبوى عال يعلمنا الموضوعية فى النقد وأن التجريح لايأتى بخير حتى مع المذنب الذى أقر بذنبه ونحن نعلم -من قصة الغامدية رضى الله عنها -أنه أوصى أهلها ألا يثربوا عليها -يعنى لا يوجهوا إليها كلمة لوم رغم إقرارها بالزنا .
سابعا:وما الدرس المهم المستفاد من واقعة الهجوم على هذه الفنانة ؟والجواب :ضرورة النظر فى أمر الدعاة ووضع ميثاق شرف -كما ندعو دائما- لجماعة الدعاة وحساب من يخرج عليه قبل حساب القضاء حفظا لهيبة الدعاة ومقام الدعوة .
التعليقات (0)