"إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها ".
بهذا الوضوح والحسم شخص الرسول صلى الله عليه وسلم الداء ووضع الدواء . الداء الوبيل فى إهدار مبدأ العدل وإذا ضاع العدل ساد الظلم بشتى صوره ومن صوره المهلكة تدخل الهوى فى تطبيق القانون بحيث يصير الهوى هو القانون .وهنا تختل الموازين ويصير الحق باطلا والباطل حقا ,وحينئذ يسوَدّ وجه الحياة ويرتدى القبح قناع الجمال فتفسد الأذواق ويهوى الحق إلىالأعماق وتستحيل الحياة جحيما لا يطاق .
هذا هو الداء . أما الدواء فليس إلا بالعودة إلى الميزان , الميزان الطبيعى الفطرى الأول "والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا فى الميزان وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "الرحمن 7-9
والميزان هو العدل الذى أقام له الإسلام صرحا سامقا فالعدل من أسماء الله الحسنى والله يأمر بالعدل المطلق "إن الله يأمر بالعدل والإحسان "النحل 90 والإحسان هو العدل وزيادة ويأمر بالعدل سلوكا وتطبيقا "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "النساء 58 بل أمر بالعدل مع العدو الذى نكرهه "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "المائدة 8 .بل يأمر بالعدل مع النفس والأقربين "يأيها الذين ءا منوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تُعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا "النساء 135.
إذن العدل بالطول والعرض والعمق العدل الشامل الذى يطمئن الضعيف ويردع الظالم وبذلك يبيض وجه الحياة .
وإذا كان النبى صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة فما أجدرنا أن نسير على هديه فى أيامنا هذه حيث تنتصب المظالم كالجبال فى الاعتداء على الأنفس والأموال وما كان ذلك ليحدث لو أقيم ميزان العدل بين الناس ولهذا حرص صلى الله عليه وسلم على أن يضرب المثل بنفسه "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها "
يابنى قومى .هذا هو المنهج اسمعوا الكلام واتبعوا خير الأنام تحيون بسلام .
التعليقات (0)