مواضيع اليوم

مير موسكو

مجدي المصري

2010-09-29 06:53:31

0

مير موسكو أو بالعربي عمده موسكو ..


أصدر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف مرسوما رئاسيا من "بيجين" عاصمه الصين التي يزورها حاليا بإقاله "يوري لوجكوف" مير موسكو من منصبه بسبب "فقدان ثقه الرئيس" ..
خبر عادي مثل كل الأخبار التي نسمعها علي مدار الساعه ولكن هذا الخبر يختلف تماما فيوري لوجكوف يشغل منصب عمده موسكو منذ 18 عاما ويبلغ من العمر خمسه وسبعين عاما وهذا الرجل أحد محاور إرتكاز حزب "روسيا الموحده" الحاكم والذي كان له تأثير كبير في الإنتخابات الرئاسيه الماضيه لما له من نفوذ في موسكو العاصمه والتي تعد دوله مستقله بذاتها داخل روسيا ..
كما أن الرجل له إنجازات واضحه لا ينكرها أحد في العاصمه طوال فتره رئاسته لها الا أن الأمور لها بعد آخر في موضوع إقاله لوجكوف وينطبق عليها المقوله الفرنسيه "فتش عن المرأه" والمرأه هنا هي "يلينا باتورينا" زوجه لوجكوف ..


ويلينا مثلها مثل الكثير من قصص الفساد الذي يستشري في العالم اليوم عن طريق أفراد عائلات المسؤولين أو أنسباءهم أو شركائهم فقد بدأت القصه عندما قررت يلينا خوض عالم البيزنس من أوسع أبوابه فأنشأت مصنعا للصناعات البلاستيكيه أسمته "أنتيكو" حيث إشترت معداته مستعمله ولكن بمجرد أن تم إفتتاح المصنع رسميا حتي قررت بلديه العاصمه موسكو تجديد الإستاد الرئيسي بها من الألف الي الياء فتم تغيير كافه المقاعد الخشبيه في الإستاد بمقاعد بلاستيكيه من إنتاج مصنع "أنتيكو" ..
وسرعان ما حلت البركه بأنتيكو وتحول الي "كوربوريشن" عباره عن مصانع أسمنت ومواد بناء بل ومصرف وشركه مقاولات عملاقه .. وإن كانت يلينا قد بدأت حياتها عامله في مصنع ..
ولكن القشه التي قسمت ظهر البعير في العلاقه بين لوجكوف والرئيس ميدفيدف أو القصه الخفيه "سبب الإقاله" هي أن يلينا إشترت قطعه أرض مساحتها كبيره جدا بسعر زهيد في إحدي ضواحي موسكو الغير مأهوله لبعدها عن العمران والطرق وخلوها من المرافق في قريه إسمها "خيمكي" وقررت أن تنشئ بها مدينه سكنيه حديثه بالإضافه الي أكبر سوبر ماركت في روسيا كلها بإسم "ناجدوم" ..
ولكن .. "لاحظ" هنا قرر عمده موسكو إنشاء طريق دولي سريع يربط موسكو العاصمه بسان بيتربورج يمر من وسط المدينه المزمع إنشاءها أي من وسط غابه خيمكي ..
وكانت الأمور ستمر عاديه مثل سابقاتها لولا جماعات الخضر التي عارضت تدمير الغابه الصغيره وأيضا هاجت وماجت المعارضه الروسيه خاصه بعد أن أذاعت دوريه فوربس أن يلينا تعد واحده من أثري ثلاث نساء في العالم بثروه تبلغ حوالي الثلاثه مليارات دولار ..


وإشتم الرئيس ميدفيدف رائحه الفساد بطول الطريق الدولي المزمع إنشاؤه فقرر وقف مشروع الطريق وإلغاؤه كليه ..
فخرج لوجكوف عن الحكمه وتجاوز الخطوط الحمراء داخل حزب روسيا الموحده وقارن بين قوه فتره حكم بوتين وضعف فتره حكم ميدفيدف بل وأعلن من الآن تأييده لترشيح بوتين رئيسا قادما لروسيا .. لم يخجل الرجل ولم يستتر فالفساد يغطيه ويفيض علي كل موسكو وظن وبعض الظن إسم بأن الرئيس يعمل لديه في البلديه ..
فما كان من الرئيس ميدفيدف الا أن أصدر من بيجين مرسوم إقاله لوجكوف والذي سارع بإرسال رساله الي حزب روسيا الموحده معلنا فيها إستقالته من الحزب ..
ولكن هل سينضم لوجكوف بكل ثقله الي المعارضه ..؟
حتي لو حدث هذا فالرجل فقد ثقله بفساده وأصبح "كارت محروق" ..
وأيضا هل ستظل يلينا تتصدر قائمه فوربس أم ستتبدل الأحوال ..؟
وأخيرا صدقت المقوله الفرنسيه "فتش عن المرأه" .. التي حولت الرجل صاحب الإنجازات الكبيره والعظيمه في موسكو الي زوج ال …... "بيزنس وومان" …
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات