عندما تقع جريمة يثور فورا التساؤل :من صاحب المصلحة وراءها ؟ وهذا التساؤل يثور الآن بشدة من صاحب المصلحة فى جريمة اغتيال جنودنا فى رفح ؟
البعض يشير بأصابع الاتهام إلى حماس ...ولنفكر بصوت عال :هل من مصلحة حماس أن تفقد صلتها بالنظام الجديد فى مصر وما أبداه من روح التعاطف والنصرة إزاءها وهى التى تأمل أن تكون مصر متنفسها الاقتصادى والسياسى ؟ والإجابة واضحة .
والبعض يشير إلى منظمة الجهاد الإسلامى ..طيب وماذا تستفيد هذه المنظمة باستعداء مصر ؟وهل قتل الجنود المصريين جهاد إسلامى ؟
والبعض يشير إلى عصابات بنى صهيون ...لأنهم يستفيدون من حالة الفوضى الأمنية فى سيناء وهذا يعطيها ذرائع قوية للتدخل بدعوى حماية حدودها ...ولأن هذا الوضع يفيدها فى دعوتها إلى سيناء كوطن بديل للفلسطينيين ...ولأن استمرار حالة الفوضى فى سيناء يبقى على الدولة المصرية فى حالة عجز عن النهوض ...ولأن استمرار هذه الحالة يقضى على كل أمل فى إعمار سيناء وزرعها بالبشر الذين لابد أن يكونوا مدربين على السلاح قبل أن يكونوا عاملين ..وهذا مايفعله الصهاينة مع أبنائهم ولاشك أن سيناء بهذا التصور الجديد لن تكون مريحة للكيان الصهيونى .
إذن فالمستفيد الأكبر بل الوحيد من جريمة رفح هو العدو الصهيونى ..ولكن يبقى السؤال عن الأيدى المنفذة ..ولا يطول بنا التساؤل فإن الواقع يقدم الجواب ...فهناك الطابور الخامس من العملاء الخونة من الفلسطينيين للأسف وهؤلاء يتجسسون لحساب العدو وقد تم إعدام عدد منهم مؤخرا فى قطاع غزة ..فلماذا لايكون هؤلاء هم المجرمون الذين دفعهم العدو لتحقيق أهدافه ؟ ولكن هل يمكن أن تشترك معهم أياد حاقدة من داخل مصر ؟ ما الذى يمنع من ذلك ؟ وهؤلاء يمكن أن يكونوا من أزلام النظام السابق لأن هذا يصب فى مصلحتهم ..وربما -أقول ربما- تكون هناك بعض النفوس المخبولة من التكفيريين المصرين على جهالتهم ..
وهنا لابد من التحقيقات التى تحسم الأمر وتضع النقاط على الحروف ...وأيا كان الأمر فإن هذه الحادثة الجلل تصرخ فى وجه الحكومة والشعب المصرى بضرورة تعديل اتفاقية السلام الظالمة بما يتيح لمصر كامل السيطرة الفاعلة على كل شبر من سيناء .
التعليقات (0)