" إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيى نساءهم إنه كان من المفسدين " القصص4
"تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين" القصص38
سورة القصص مكية تعرض فى بدايتها ونهايتها مثلين لأكابر المجرمين من الطغاة المفسدين , (فرعون )بجبروت سلطانه ,و(قارون )بجبروت أمواله ,والجدير بالنظر أن التعبير القرآنى عنهما جاء بأسلوب واحد هو (العلو فى الأرض ) والمعلوم أن العلو يكون (على) وليس (فى )فكيف يكون هذا ؟ إن القرآن يعطى لمحة عن طبيعة نفس فرعون الفاسدة التى تعتبر الانحطاط علوا بينما يقرر القرآن الوصف الحقيقى أنه هبوط فى الدرك الأسفل .
والسؤال هنا :كيف يكون العلو حقا وكيف يكون باطلا ؟
انظر إلى الشخص .فإذا رأيت أسباب علوه من داخل ذاته كان علوا حقا ,فهذا الرجل ذو مكانة لأنه كريم النفس ليس فاحشا ولا بذيئا سخى اليد سريع الغياث ,وهذا ذو مكانة لعلمه وورعه ....الخ فأسباب العلو هنا ذاتية .
أما الآخر فمكانته مستمدة من كرسيه وبطشه فالناس يكبرونه خوفا لاحبا فإذا زالت أسباب الخوف تبدت البغضاء فى القلوب وعلى الألسنة ,لأن أسباب القوة هنا خارجية .
وهذا الميزان يسرى على الحكام والمحكومين والأمم والجماعات.
فلينظر كل منا فى نفسه ,وهل يرى فى نفسه علوا ؟وهل هذا العلو حقيقى أم زائف ؟وإذا لم يكن من العالين فهل يريد أن يكون ؟ لاشك أن ذلك ممكن ولكن الأهم أن تحدد نوع العلو الذى تريد .
التعليقات (0)