"محمد رسول الله والذين معه أشداءعلى الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة " الفتح 29
.....................
أولا:هذه الآية المشرفة ختام سورة "الفتح "التى بشرت الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح مكة قبل حدوثه ...وإذا كانت هذه السورة قد بدأت بالحديث عن الفتح فقد ختمت بالحديث عن الفاتحين .
ثانيا:نبهت الآية المشرفة أن هذا الحديث موجود فى الكتب السماوية السابقة وفى هذا توكيد لعلاقة الإيمان بين كتائبه عبر العصور وأن لهذه الأمة الخاتمة جذور صالحة تمتد إلى آدم عليه السلام ,وهذا يشد أزر المؤمنين ويحرضهم على استكمال المسيرة باعتبارهم الحلقة الأخيرة فى السلسلة الإيمانية المتطاولة .
ثالثا:"محمد رسول الله "فى الآيتين السابقتين حديث عن صدق الله لرسول الرؤيا بالحق ثم تقرير الله تعالى بأنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ووعد بإظهاره على كافة الأديان ثم تأتى هذه الآية لتظهر اسم هذا الرسول تكريما وتقريرا .
رابعا :"والذين معه " هم أصحابه ولكن الآية ذكرت المعية لبيان خصوصية هؤلاء رضى الله عنهم وبيان أن هذه المعية أكسبتهم تربية عالية جعلتهم جديرين بتلك الأوصاف الجليلة .
خامسا:"أشداء على الكفار رحماء بينهم " أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يبنون علاقتهم بغيرهم على قاعدة الإيمان فأعداء الله أعداؤهم وأحباء الله أحبابهم وبهذه القناعة كان الابن يلقى أباه الكافر فى المعركة فيقتله كما فعل أمين الأمة (أبو عبيدة بن الجراح ) ويلقى الأب ابنه فيحاول قتله كما فعل الصديق (أبو بكر) ويلقى الأخ أخاه مأسورا فيقول للصحابى الذى أسره :(اشدد وثاقه فإن أمه غنية ) فيعجب أخوه قائلا:(أهذه وصاتك بى إننى أخوك ) فيقول (مصعب بن عمير ):(بل هو أخى دونك ) وموقف الذين مع محمد صلى الله عليه وسلم مع الكفار موقف فى غاية الصعوبة والحرج لايقوى عليه إلا أمثال هؤلاء لأنهم كانوا يقاتلون أهليهم وذوى رحمهم وقرابتهم ...وهذه الشدة البالغة على الكفار يقابلها الرحمة على المؤمنين وقد بلغوا فى ذلك شأوا عاجبا ..انظر إلى بلال رضى الله عنه وهو يشكو أخاه أبا ذر رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال له:(يا ابن السوداء ) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"يا أباذر..أعيرته بأمه ؟إنك امرؤ فيك جاهلية " فوضع أبو ذر خده على الأرض وقال لبلال :(قم فطأ على خدى ) ولكن بلالا صفح عنه ..وبلغ من رحمة أحدهم بأخيه أنه لم يكن يدع الأمر اليسير يؤثر على طيب العلاقة معه كما فى شكوى /سعد بن أبى وقاص ..أخيه /عثمان إلى أمير المؤمنين /عمر لأنه لم يرد عليه السلام وقد اتضح -بعد حوار طويل -أن عثمان كان ذاهلا عن سعد لانشغاله بحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سادسا:"تراهم ركعا سجدا" هذه هى الصفة الأساس التى طبعت الذين معه صلى الله عليه وسلم بطابعهم المميز ..عمق صلتهم بالله واستخدام الفعل المضارع وصيغة البالغة للحديث عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأمم السابقة وكأنه يرسم صورة متحركة أمامنا لهؤلاء الكرام ..صورة الذين يعدون قرة أعينهم فى عمق صلتهم بالله وهذه الصلة هى التى جعلت من المنهج الإلاهى
أسلوب عمل وخريطة حياة .
سابعا :هؤلاء الجماعة المؤمنة لهم هدف أسمى يسعون إليه وهو نيل فضل الله ورضاه "يبتغون فضلامن الله ورضوانا" وهذا الهدف الأسمى يصبغ سلوك المؤمنين بطلب رضا الله الذى لايمكن أن يتحقق إلا بالعدل والرحمة.
ثامنا:وهؤلاء الكرام فى غاية الشفافية ظاهرهم كباطنهم وجوههم
تشع بنور الإيمان النابع من صدق التوجه إلى الله ..وهذا أنموذج رائع للمؤمن البعيد عن النفاق بكل صوره ..لأنه مؤمن صادق وفى أمين متسامح .
وبعد :
فهذه الصورة المضيئة تضع أمام مسلمى اليوم تساؤلا مهما :
أين نحن من هؤلاء القوم ؟ وهل نحن جديرون حقا أن نلتحق بالذين معه ؟ اللهم اجعلنا منهم .
.....................
أولا:هذه الآية المشرفة ختام سورة "الفتح "التى بشرت الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح مكة قبل حدوثه ...وإذا كانت هذه السورة قد بدأت بالحديث عن الفتح فقد ختمت بالحديث عن الفاتحين .
ثانيا:نبهت الآية المشرفة أن هذا الحديث موجود فى الكتب السماوية السابقة وفى هذا توكيد لعلاقة الإيمان بين كتائبه عبر العصور وأن لهذه الأمة الخاتمة جذور صالحة تمتد إلى آدم عليه السلام ,وهذا يشد أزر المؤمنين ويحرضهم على استكمال المسيرة باعتبارهم الحلقة الأخيرة فى السلسلة الإيمانية المتطاولة .
ثالثا:"محمد رسول الله "فى الآيتين السابقتين حديث عن صدق الله لرسول الرؤيا بالحق ثم تقرير الله تعالى بأنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ووعد بإظهاره على كافة الأديان ثم تأتى هذه الآية لتظهر اسم هذا الرسول تكريما وتقريرا .
رابعا :"والذين معه " هم أصحابه ولكن الآية ذكرت المعية لبيان خصوصية هؤلاء رضى الله عنهم وبيان أن هذه المعية أكسبتهم تربية عالية جعلتهم جديرين بتلك الأوصاف الجليلة .
خامسا:"أشداء على الكفار رحماء بينهم " أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يبنون علاقتهم بغيرهم على قاعدة الإيمان فأعداء الله أعداؤهم وأحباء الله أحبابهم وبهذه القناعة كان الابن يلقى أباه الكافر فى المعركة فيقتله كما فعل أمين الأمة (أبو عبيدة بن الجراح ) ويلقى الأب ابنه فيحاول قتله كما فعل الصديق (أبو بكر) ويلقى الأخ أخاه مأسورا فيقول للصحابى الذى أسره :(اشدد وثاقه فإن أمه غنية ) فيعجب أخوه قائلا:(أهذه وصاتك بى إننى أخوك ) فيقول (مصعب بن عمير ):(بل هو أخى دونك ) وموقف الذين مع محمد صلى الله عليه وسلم مع الكفار موقف فى غاية الصعوبة والحرج لايقوى عليه إلا أمثال هؤلاء لأنهم كانوا يقاتلون أهليهم وذوى رحمهم وقرابتهم ...وهذه الشدة البالغة على الكفار يقابلها الرحمة على المؤمنين وقد بلغوا فى ذلك شأوا عاجبا ..انظر إلى بلال رضى الله عنه وهو يشكو أخاه أبا ذر رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال له:(يا ابن السوداء ) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"يا أباذر..أعيرته بأمه ؟إنك امرؤ فيك جاهلية " فوضع أبو ذر خده على الأرض وقال لبلال :(قم فطأ على خدى ) ولكن بلالا صفح عنه ..وبلغ من رحمة أحدهم بأخيه أنه لم يكن يدع الأمر اليسير يؤثر على طيب العلاقة معه كما فى شكوى /سعد بن أبى وقاص ..أخيه /عثمان إلى أمير المؤمنين /عمر لأنه لم يرد عليه السلام وقد اتضح -بعد حوار طويل -أن عثمان كان ذاهلا عن سعد لانشغاله بحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سادسا:"تراهم ركعا سجدا" هذه هى الصفة الأساس التى طبعت الذين معه صلى الله عليه وسلم بطابعهم المميز ..عمق صلتهم بالله واستخدام الفعل المضارع وصيغة البالغة للحديث عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأمم السابقة وكأنه يرسم صورة متحركة أمامنا لهؤلاء الكرام ..صورة الذين يعدون قرة أعينهم فى عمق صلتهم بالله وهذه الصلة هى التى جعلت من المنهج الإلاهى
أسلوب عمل وخريطة حياة .
سابعا :هؤلاء الجماعة المؤمنة لهم هدف أسمى يسعون إليه وهو نيل فضل الله ورضاه "يبتغون فضلامن الله ورضوانا" وهذا الهدف الأسمى يصبغ سلوك المؤمنين بطلب رضا الله الذى لايمكن أن يتحقق إلا بالعدل والرحمة.
ثامنا:وهؤلاء الكرام فى غاية الشفافية ظاهرهم كباطنهم وجوههم
تشع بنور الإيمان النابع من صدق التوجه إلى الله ..وهذا أنموذج رائع للمؤمن البعيد عن النفاق بكل صوره ..لأنه مؤمن صادق وفى أمين متسامح .
وبعد :
فهذه الصورة المضيئة تضع أمام مسلمى اليوم تساؤلا مهما :
أين نحن من هؤلاء القوم ؟ وهل نحن جديرون حقا أن نلتحق بالذين معه ؟ اللهم اجعلنا منهم .
(منقولة من مدونة -أبوالمجد )
التعليقات (0)