خالد وسمير صديقان قديمان ..كما يقال :روحا فى جسدين..كلاهما ميسور الحال لم تقم بينهما مشكلة مادية ...ولكن دوام الحال من المحال ..فقد تعرض خالد لضائقة مالية مفاجئة ولم يجد بدا من اللجوء إلى صديقه سمير الذى سارع إلى كشف غمة صديقه...وحرر خالد صكا بالمبلغ ولكن سميرا غضب ومزق الورقة قائلا:إن الصداقة بينهما أغلى من مال الدنيا...وتدور الدنيا...ويضطر سمير إلى اللجوء لخالد الذى فتح الله عليه فتحا كبيرا ...ولكن كانت صدمته كبيرة وخيبة أمله أكبر حين تعلل خالد بضيق الحال ولما ألح سمير مذكرا صديقه بالحق لطمه بالكلمة القاسية :(إن كان معك ما يثبت روح اشتكينى ) ...واسودت الدنيا فى وجه سمير لفقده صديقه قبل فقده ماله ولم يجد بدا من الذهاب إلى أهل الخير فمنهم من وعده بالسعى فى الأمر ومنهم من قال :أنت الملوم لماذا مزقت الصك ؟ومنهم من قسا قائلا:(القانون لايحمى المغفلين ) بل سمع من يقهقه قائلا:(والله الواد خالد شاطر ابن جنية ) ..وانطوى سمير على نفسه يجتر آلامه ومصيبته فى صديقه وماله والناس ...وبينما هو جالس وحده ذات يوم طرق بابه..صديق قديم كان زميل دراسة جلس يعزيه ويعرض صداقة جديدة تعوض خسارة صداقة خادعة لكن سميرا انتفض قائلا فى يأس : أرجوك ابتعد عنى لاأريد صداقة ولا أصدقاء يكفينى ماحدث وعبثا حاول زميله أن يفهمه أنه ليس كل الناس طبعا واحدا وأن هناك الصالح والطالح ..لقد سقط المثل أمام سمير وسقطت معه المروءة ..والله أعلم متى يتغير الحال .
التعليقات (0)