هل المجتمع يصنع السوق أم أن السوق يصنع المجتمع ؟ سؤال يبدو غير منطقى فالمعروف أن أى تجمع بشرى لابد له من حاجات معيشية وهذه الحاجات عند الأفراد على تباين مالديهم من إمكانات .ومن هنا تقوم الأسواق , هذا طبيعى ,ولكن غير الطبيعى وغير المنطقى أن يصنع السوق المجتع .
وإذا قلت لى :كيف ؟ أقول لك :إن المسألة ترجع إلى عقيدة هذا المجتمع وفكره . لاتعجب ولا تعجل فالناس يأكلون ويشربون ويلبسون مايعتقدون أنه مباح لهم ويبتعدون عما حرم عليهم ,ومعنى هذا -ببساطة -أن الدين يتحكم فى السوق ,ومن هنا حين يغيب الدين ينطلق السوق من عقاله فيكون فيه كل ما تشتهى الأنفس وتلذ الأعين.
لذا فأنا أقول: إذا أردتم معرفة بلد ما انظروا إلى أسواقه :إلى البضائع وإلى طرق التعامل بين الناس تعرفون حقيقة هذا المجتمع.
يعنى:إذا دخلنا أسواق المسلمين - أقول المسلمين -لن نجد الخمر ولا الربا ولا لحم الخنزير ,ولن تجد ملابس تكشف عن العورات ...الخ لماذا ؟لأن هذه تعاليم الإسلام .
بينما الأسواق فى بلاد الغرب تزخر بكل شىء لأنها تنطلق من كل قيد إلا قيدا واحدا هو رغبات الناس فما يريده الناس يعرض فى السوق نافعا كان أم ضارا .إنه قانون (العرض والطلب ) قانون (الربح والخسارة )
وهنا تأتى قوة الدين وميزته إنه يعلم أتباعه أن هناك أشياء لاتباع ولا تشترى ,أشياء فوق العرض والطلب أشياء لها منطق خاص فى الربح والخسارة ,إنها (المعنويات) (المبادىء).
ومن هنا كانت مجتمعات السوق أغوالا بشرية تريد كل شىء وتطمع فى كل شىء وتثب على كل شىء .
التعليقات (0)