قلت له: لاتهتم بما سمعت فهذا لغو لا قيمة له إنه كلام فى الهوا .
قال:أتعنى بالكلام فى الهوا أنه ضائع ؟
قلت :طبعا أليس كلاما فى الهوا ؟ما الذى يمسكه ؟
قال :عجبا لك .ألا تعلم أن فى كلامك هذا مخالفة لمفهوم آيات قرآنية ؟
قلت:أستغفر الله الله العظيم من خطأ غير مقصود .ولكن كيف ؟
قال :ألم تقرأ قوله تعالى "إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "17-18 أليس معنى هذا أن الكلام لا يضيع بل يسجل ليعرض بعد حين ؟ألم تقرأ قوله تعالى "هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون " ؟أليس معنى ذلك أن الكلمات عندما تخرج من أفواهنا إلى الفضاء إنما تخرج إلى شاشات الكون التى تحفظ مافيها بل إن الكلام ينتشر على ساحة الأثير التى تدور حول الأرض .فى تكاثر دائم
قلت :أوضح يرحمك الله .
قال :سأضرب لك مثلا :عندما تفتح المذياع لتسمع حديثا .ألا ترى أن المتحدث يطلق صوته من خلال أدوات البث ؟فماذا يحدث لهذا الصوت ؟أنت تسمعه والملايين تسمعه بل لو غطيت وجه الأرض بهذه المحطة لسمعها أهل الأرض جميعا فكيف حدث هذا مع أن الصوت خرج صوتا واحدامن الآلة ؟أليس معنى ذلك أن الكلمات تتكاثر بسرعة هائلة كلما انتشرت ؟وهذا الانتشار والتكرار هو الذى عبرت عنه الآية "إنا كنا نستنسخ "والاستنساخ عمل نسخ مكرورة لشىء واحد .
قلت :وما المغزى من ذلك ؟
قال :أنه لاشىء يضيع كل شىء محفوظ مهما كان ضئيلا وهو مسجل بالصوت والصورة حتى إذا آن الأوان وحان الحين وجد الإنسان كتابه فى عنقه شاهدا عليه "وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرا كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا "الإسراء13-14
قلت:صدق الله العظيم"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"الزلزلة 7-8
التعليقات (0)