فى الحلقة الأولى تحدثت عن الأولياء والآن أكمل الحديث فأبادر الى التنبيه والتحذير من أمر خطير هو:أن من ذهب الى قبر ولى -ولو كان
معلوم الولاية بنص صريح كقبور الصحابة رضوان الله عليهم- من ذهب الى أى قبر ودعا عنده معتقدا أنه يستجيب ويقضى الحاجة فهذا يجب أن يعرف ان هذا شرك أكبر لأن الله وحده مدبر الأمر قال تعالى "يدبر الأمر" الرع2 فاذا أصر -بعد العلم- على اعتقاده فهو كافر لانكاره أمرا معلوما من الدين بالضرورة وهو اثبات التدبير لله .ولا يجوز الاحتجاج بأنه لايعبد الأولياء وانما يتقرب الى الله بجاههم لأن هذه المقالة
هى نفس مقالة الكافرين الذين سجل الله مقالتهم فى سورة الزمر:والذين اتخذوا من دومه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون ان الله لا يهدى من هو كاذب كفار" هذه مسألة محسومة (الرب هو الرب يكل صفات الجلال والكمال والعبد
عبد بكل صفات الضعف و الفقر) أما علاقة الأحياء بالأموات فعلى قا عدة "ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا با لايمان".
الأمر الثانى من التجاوزات التى يقع فيها المتصوفة: الذكر غير الشرعى
وبداية لابد أن نعلم أن الذكر يعنى التذكر فذكرك الله هو الا تنساه وبهذا يشمل الذكر كل قول أو فعل أو فكر يذكرك بالله على حال من أحوالك فقراءتك القرآن ذكر وحضورك مجالس العلم ذكر والعبادات المفروضة ذكر والتطوع بفعل الخيرات ذكر والتفكر فى آيات الله المقروءة والمسموعة والمرئية ذكر كل هذا وأمثاله من الذكر اذا راعينا فيه أمرين:
الأول :صدق التوجه الى الله دون رياء. والثانى: حسن الاقتداء بالهدى النبوى بمعنى الالتزام بطريقة النبى -صلى الله عليه وسلم -فى العبادة وهذه نقطة لابد من التركيز عليها نسأل الله التوفيق فى الفهم والتطبيق .
انه ليس لمسلم أن يبتكر نوعا من العبادة لم يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم -لأن هذا يعد تشريعا والمشرع الله
ورسوله فليس لنا أن نصلى على أى كيفية كما نشاء ولكن كما كان الرسول يصلى لقوله :"صلوا كما رأيتمونى أصلى"
وكذلك فى الحج لقوله:"خذوا عنى منا سككم" وعلى ذلك تقاس كل العبادات والمسموح به الاجتهاد فى الكم فى ضوء الشرع أى دون تفريط أو افراط. وهذا من رحمة الله بنا فقد أكمل لنا ديننا وكفانا مؤنة الابتكار فيه كى نتوجه بطاقاتنا وقدراتنا وابداعاتنا الى ميادين حياتنا الدنيا فى اطار الضوابط الشرعية العامة .
وفى ضوء ما سبق نوضح أن الذكر امر دينى خالص يجب الاتباع فيه بفعل نبى الأمة المبلغ عن الله وعلى هذا فالذين يذكرون الله يمينا وشمالا وقياما وقعودا ليسوا على صواب واحتجاجهم بقوله تعالى:"الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم"غير صحيح لأن معنى الآية-والله أعلم- ذكر الله فى كل حال وأحوال الانسان أحد أمور ثلاثة لارابع لها فهو اما أن يكون قائما على قدميه وذلك فى حال الوقوف والمشى واما أن يكون قاعدا واما أن يكون نائما وتلك أحوالنا كلها التى
يجب ألا نخليها من ذكر الله هكذا أخبرت عائشة رضى الله عنها حين سئلت عن ذكر النى -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يذكر الله على كل أحواله ولم يرد مطلقا فى حديث صحيح ولا ضعيف ولا عن االصحابة ولاعن التابعين هذه الهيئة الشاذة التى نرى عليها المتصوفين.
..........................................والحديث موصول ان شاء الله
التعليقات (0)