-اليوم السادس من شهر المحرم والكلمة المسموعة والمرئية تتحدث عن الهجرة النبوية الشريفة وأنت تتحدث عن العام الهجرى 1434والعبرة من كر السنين دون أن تعرج على الهجرة النبوية وهى حديث الساعة ...أليس ذلك إبعاذا فى الغرابة وإيثارا لغير المألوف ؟
-لست أىرى غرابة ولاإيثارا لغير المألوف فى حديثى الذى ذكرت لأن هذه حقيقة التاريخ .
-أى حقيقة ؟
-كتب السيرة تجمع على أن الهجرة النبوية الشريفة بدأت ليلة الإثنين غرة ربيع أول من العام الرابع عشر للنبوة وذلك بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم من غر (ثور)مع صاحبه أبى بكر رضى الله عنه وانظلقا مع الدليل (عبد الله بن أريقط ) إلى جنوب مكة بادئين رحلة الهجرة إلى المدينة المنورة وقد وصلا إلى قباء يوم الإثنين الثامن من شهر ربيع أول ومكثا بها أربعة أيام حيث بنى مسجد (قباء) وفى اليوم الخامس الجمعة رحلا إلى المدينة وأدركتهما صلاة الجمعة فى رحال (بنى سالم بن عوف ) فجمع بهم صلى الله عليه وسلم أول جمعة فى الإسلام ثم وصل إلى المدينة المنورة فى ذلك اليوم .وبذلك انتهت رحلة الهجرة النبوية الشريفة .
-ولكن أين شهر المحرم من كل هذا ؟أو لم يعرف الصحابة رضى الله عنهم ذلك ؟ فلم المحرم ؟
-بلاشك لم تكن تلك المعلومات غائبة عن الصحابة رضوان الله عليهم ولكنهم لم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤرخ بيوم هجرته ولا غيره فلما توفى صلى الله عليه وسلم رأى عمر رضى الله عنه أن يتبع منهج العرب فى حساب السنة الهجرية فقد كانوا يبدءونها بعد موسم الحج بظهر الهلال الذى بعد انتهاء الحج وذلك هو هلال شهر المحرم ومما يدل على ذلك قول لبيد الشاعر :
حتى إذا سلخا جمادى ستة جَزءا فطال صيامه وصيامها
أراد شهر :جمادى الثانية فوصفه بستة لأنه الشهر السادس من السنة العربية .
-ولكن عموم المسلمين لايعرفون هذه القصة ويكاد يكون إجماعهم على أن الهجرة كانت فى شهر المحرم .
-ومن هنا أحب لنفسى ولإخوتى الدعاة أن يعرضوا حقائق الإسلام كما هى وأى ضير فى أن يكون أول المحرم مناسبة الحديث عن تقلب الأعوام وأثره فى حياة الأنام ثم يكون النصف الأول من شهر ربيع الول مناسبة للحديث عن هجرته صلى الله عليه وسلم .؟
التعليقات (0)