"وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولاتخافى ولاتحزنى إنا
رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين"القصص7.
هذه الآية الفذة جمعت:خبرين-وأمرين-ونهيين-وبشارتين.
أما الخبران:فقوله تعالى:"وأوحينا إلى أم موسى".وقوله-جل جلاله-:"فإذاخفت عليه"لأن
ذلك فى مقام (إنك ستخافين ).
وأما الأمران:فقوله-عزوجل-:"أرضعيه"وقوله-تعالى-:"فألقيه فى اليم".
وأما النهيان:فقوله تعالى:"ولاتخافى ولا تحزنى"
وأما البشارتان:فهما:"إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين".
ومن فقه هذه الآية الكريمة:
أولا:اصطفاء الله تعالى لبعض عباده من النساء بالوحى الذى قد يكون مباشرابواسطة الملك
مثل مريم -عليها السلام-أو بالإلهام مثل أم موسى على أنه من المحتمل أن يكون الوحى إليها مباشرا أيضا.والوحى هنا لايعنى التكليف بالرسالة أو النبوة.
ثانيا:أن أمر الله غالب فقد تحقق وعده كاملا وعلى أروع صورة.
ثالثا:أن قدرة الله تعالى لاتقف أمامها العقبات بل ييسر للعباد مسالكهم التى يظنون أنهم بها يحمون أنفسهم فإذابهم يجدون أنفسهم فى يد القدرة الإلاهية وصدق الله"يأيهاالإنسان إنك
كادح إلى ربك كدحا فملاقيه"...فقد جعل الله الأمواج تأخذ الصندوق إلى قصر فرعون الذى
يسعى إلى قتل موسى ورغم تمكنه منه فقد أعاده الله إلى أمه لتربيه بأمرفرعون وأمواله.
ثم يكون خروجه من مصرالذى يمكن أن يعتبر ضياعاهو عين الأمن والسبيل إلى اصطفاء الله له عند عودته عبر(الواد المقدس طوى) ثم يعود إلى مصروقد جعله الله من المرسلين.
التعليقات (0)