12 يناير, 2011 - 09:00 ص
لا تتعجب كثيرا يا صاحبي ولا تبتسم أيضا لكن اقرأ وتمعن فقد رجعت بي الذاكرة لأيام الصبا عندما قرأت قصة بقيت راسخة في ذهني. قصة رجل يهودي ذهب إلى حاخام يشكو له ضيق بيته الذي يقطن فيه هو وزوجته وثلاثة من أبناءه.
فما كان من الحاخام الذي فكر طويلا إلا أن طلب من الرجل أن يأخذ خنزيرا من حظيرته وان يهتم به في البيت وان لا يعود إليه الرجل إلا بعد ثلاثة أشهر من شراء الخنزير. استغرب اليهودي لكن عمل بنصيحة الحاخام واخذ الخنزير وهو يقول في نفسه لعل في هذا الخنزير بركة وحكمة وبعد ثلاثة أشهر عاد إلى حاخامه وهو يشكوا كيف أن بيته صار أكثر ضيقا من دي قبل وأكثر اتساخا وعفونة. فقال له الحاخام لا عليك خد أيضا الخنزيرين الباقيين في حظيرتي وأضفهما إلى بيتك ولا تعد عندي إلا بعد ثلاثة أشهر...
بعد ثلاثة أشهر عاد الرجل للحاخام يشكوا له أن الوضع في البيت لم يعد يطاق وانه لم يعد يجد مكانا لا له ولالزوجته أو أبناءه وان الخنازير تعبث بكل شيء وان العفونة أصبحت أكثر سوءا من ذي قبل.
فطلب منه الحاخام أن يأتيه بخنازيره وان ينظف بيته ويسكن فيه وان يعود إليه بعدها بأعلاف الخنازير التي بقيت عنده في البيت.
ففعل الرجل ما طلبه منه الحاخام اليهودي وعاد إليه فرحا سعيدا وهو يقول الآن أحس أن بيتي أكثر اتساعا وانه يسعني وزوجي وابنائى وشكر الحاخام وذهب .
ضحك الحاخام بخبث وقال في نفسه : البيت نفسه وأنت واهلك نفس العدد إنما لا تعرف بقيمة بيتك حتى يشترك معك فيه من لا تطيق وجوده ولا رائحته وأشكرك على استضافة خنازيري والتكفل بمصاريف علفها طول هذه المدة. ثم صاح في الرجل الذي كان يبتعد يا موشي إن أحسست أن بيتك قد ضاق عليك فأخبرني لأرسل لك الخنازير.
فعلا مصر مصرنا أكثر رحابة مما نتصور لكننا نجعلها أضيق مما نحتمل وأخشى أن لا نشعر بقيمتها إلا بعد أن يشاركنا فيها خنازير بني صهيون ثم نطردهم منها عندها فقط قد نعرف قيمة اتساع بيتنا.
تذكرت هذه القصة وأنا أرى الناس تسال مصر رابحة على فين ولا احد يطيق لأخيه كلمة. فقلت أخشى أن يأتينا حاخام يطلب منا استضافة خنازيره.
(منقول عن صحيفة الأيام المصرية )
التعليقات (0)