المتدين كائنٌ بحاجة لعلاج
كثيرٌ من المتدينين هربوا من واقعهم صوب التدين بغية تحقيق شيء ما , التدين سلوك وحالة نفسية يعيشها الفرد لأسباب متعددة , في زمن التحولات الكبرى يدخل على المجتمعات من نافذة الخطاب الوعظي والدعوي شخصيات تدعو الناس لإنقاذ أنفسهم من براثن العصيان وتقديم الأجساد قرابين للدين والشريعة السمحة ؟
التدين الهلامي الشكلي هو استغلال للدين لتحقيق مكاسب فكم من لحية تخطت الأعناق وتبوأ صاحبها أعلى المراتب وهو لا يكاد يفقه شيئاً وكم من ثوبٍ قصير أرتقى أعلى الدرجات وهو جاهلٌ بأحكام الصلاة والصيام ولغة الخطاب والمعاملات والتعاملات , كم وكم وكل ذلك بسبب الشحن الوعظي الذي لا فائدة منه , النفرة لمواطن الصراع والهلاك ليس خياراً بل حكاية طويلة من استغلال العواطف وتزييف الوقائع وتأويل النصوص واستغلال الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية للأفراد والمجتمعات , حكاية مؤسفة كتب فصولها من يؤمن بإقامة دولة حاضنة للمؤمنين بكل شٌبهةٍ ولوثة , من تدين ودخل على المجتمعات من نافذة الوعظ لم يدفع الثمن حتى الأن والسبب القٌدسية التي تٌحيط به والأيديولوجيا المٌقدسة التي تحرق كل من يحاول الاقتراب منها ؟
من يوقع الأخرين في المصائب وينتهك المٌحرمات ويزرع بذور الفتنة والخلاف والفرقة يجب أن يوضع تحت مجهر النقد ويٌسأل ويٌحاسب فحرية التعبير والتعددية لا تقبل التشويه والاستغلال كما أنها لا تقبل الحجر والتحديد وبين الأمرين خيطٌ رفيع ؟
حماقات المتدينين الهٌلاميين لن تزول ولن تنتهي طالما بقيت الحصانة والٌقدسية تٌحيط بأشخاصها الفاعلين , المتدين كائنٌ بشري نشأ سوياً لكنه أٌصيب بلوثه انعكست على سلوكه فتشدد وتطرف وأصبح مريضاً فهو بحاجة لعلاج لكي يعود سالماً مٌعفى ولن يتحقق ذلك أبداً فالفضاء مٌحتكر والطائفة المنصورة تعمل بالخفاء على حساب الأتقياء , الأيديولوجيا الضيقة هي سبب وجود تلك العاهات الفكرية فهي " الايديولوجيا" بحاجة لتفكيك وتحليل وهذه مٌهمة شاقة خصوصاً في مجتمع يٌقدس كل قولٍ يصدر من فم أعلاه عقلٌ ملوث وأسفله لحية طويلة ؟ لكنها ستكون خياراً لا مناص منه في يومٍ من الأيام !
التعليقات (0)