قضيت فى ليبيا سبعة عشر عاما من عام 76 إلى 93 أقول ذلك لتعلموا أنى شاهد عيان ,شاهد عيان على طغيان القذافى ,طغيانه السياسى حيث جمع كل السلطات فى يده ويزعم أن الشعب يحكم نفسه عن طريق المؤتمرات الشعبية بينما الكل يعرف أن تلك الجماهير لاحول لهم ولايد لهم فى أى من شئون حياتهم وأن ما يحدث مجرد جعجعة إعلامية ليس لها حقيقة فى الشارع ولا فى الوجدان الليبى .
وشاهد عيان على طغيان القذافى الثقافى ,فهذا الطاغية يقول عن نفسه إنه المفكر والمنظر ومن هذا المنطلق يحتكر وحده تفسير التاريخ بل تفسير القرآن كما يهوى وله صولات وجولات ضد أكابر الصحابة الذين وصفهم بأنهم طلاب سلطة وهو دائما يتحدث عن الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه "محمد" هكذا مجردا وكأن رأسه برأسه .وبلغ من غروره الفكرى أن غير التأريخ الذى أجمع عليه المسلمون وهو هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تاريخ وفاته دون استشارة أحد .بل وقام بتغيير أسماء الشهور الميلادية فيسمى يناير (أين النار) وهكذا بقية الشهور .ومن غروره الثقافى -كتابه الأخضر-الذى يزعم أنه الحل النهائى لمشكلات البشرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية .فيما يسميه -النظرية العالمية الثالثة-.
وشاهد عيان على طغيان القذافى الاقتصادى فليبيا من أغنى بلاد العالم لضخامة إنتاجها من النفط ولمافيها من مساحات زراعية شاسعة فى الجبل الأخضر الشرقى والغربى وواحات الجنوب .هذه الثروات إلى جانب قلة السكان الذين لايتجاوزون السبعة الملايين .ورغم ذلك فقد رأيت كثيرين من الليبيين تحت مستوى الفقر لايجدون مسكنا وحدث أمامى -فى بنغازى- أن قام بعض الليبيين باقتحام مساكن ثلاثة من زملائى المدرسين وأخرجوا الأسر المصرية واحتلوا مساكنهم وكان ذلك فى عام 93 .ولقد صادفت بعض الليبيين يتسولون ,وكثيرا ما سمعنا بعضهم يقول لنا:(أنتم تزاحموننا على الطعام ).والسؤال :أين ثروة ليبيا ؟إنها بكل بسا طة فى جيب القذافى يصرفه كيف يشاء على نفسه وأسرته وشيعته .
وشاهد عيان على طغيانه الاجتماعى فقد عمل على تقطيع الأواصر الاجتماعية بين الليبيين وذلك عن طريق (اللجان الثورية )الذين سماهم أنبياء الثورة وجعلهم فوق العباد و وصلت الكارثة إلى حد أن أحد أعضاء اللجان الثورية فى بنغازى واسمه-محمود بو حنيك- قدم أباه قربانا للثورة حيث أبلغ عنه أنه عدو للثورة ونصبت له مشنقة وتولى ابنه شنقه بنفسه ومقابل هذا (الولاء )للثورة أعطى هذا الابن الفاسق المجرم مكتبا فخما فى مبنى-أمانة التعليم -فى بنغازى وخطا ساخنا مع القذافى وكنت شاهد عيان رأيت هذا الولد العاق وسمعت حكايته من أصدقاء ليبيين .
........................................
ذكرت ذلك كله لتعلموا كم عانى هذا الشعب الصابر من هذا الطاغية الآثم .وأن انتفاضته مريرة بقدر مرارة السنين الطوال الملأى بالذل والهوان .
أيها الأحرار .ياثوار ليبيا الأبطال .اثبتوا فليل الظلم مهما طال لابد أن ينفجر فجره نورا يضمد جراح المجاهدين الأبرار ونارا تحرق أحقاد الأشرار. قلوبنا معكم ونصر الله فى ركابكم .
التعليقات (0)