"وتواصوا بالحق"
التواصى :أن يوصى بعضنا بعضا,والتواصى غير
التوصية لأن هذه تكون لما بعد الموت,أماالتواصى
فحال الحياة ,ومعناه أن تحمل همى وأحمل همك
وأرجو لك من الخير ما أرجوه لنفسى ,ولهذا كان
على المؤمنين أن يتواصوابالحق ,فما الحق؟
لقد وردت هذه الكلمة فى القرآن مئتين وست وسبعين مرة ,وذكرأهل العلم أنها تدور حول هذه
المعانى :
الأولالله)كقوله تعالى:"ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن "المؤمنون
71أى :لو اتبع الله تعالى أهواءالمشركين ,ومنها
"وتواصوابالحق"أى بالله وطاعته .
الثانىمحمد)صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى:"وتكتمون الحق وأنتم تعلمون"آلعمران71
توبيخ لليهود الذين يكتمون نبوته صلى الله عليه وسلم رغم علمهم بها.
الثالثالإسلام)كقوله تعالى:"إنك على الحق المبين"النمل 79.
الرابعالقرآن)كقوله تعالى:"بل كذبوا بالحق لما جاءهم "ق5.
الخامسالعدل)كقوله تعالى:"يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين "
النور25.
السادسالتوحيد)كقوله تعالى:"بل جاء بالحق وصدّق المرسلين"الصافات37.
السابعالصدق)كقوله تعالى:"ويستنبؤنك أحق هو قل إى وربى إنه لحق"يونس53.
الثامنالنازل الحاصل )كقوله تعالى:"وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفرواأنهم أصحاب النار" غافر6.
التاسعضد الباطل)كقوله تعالى:"ذلك بأن الله هو الحق"الحج62.
العاشرالمال)كقوله تعالى:"وليملل الذى عليه الحق"البقرة282.
الحادى عشرالأولى)كقوله تعالى :"ونحن أحق بالملك منه"البقرة247.
الثانى عشرالنصيب)كقوله تعالى:"والذين فى أموالهم حق معلوم"المعارج24.
الثالث عشرالحاجة)كقوله تعالى:لقد علمت مالنا فى بناتك من حق"هود79.
الحق بهذه المعانى يدور حول الالتزام فى العقيدة والسلوك وشئون الحياة .
والحق غاية الجميع الأبرار والفجار,ولكل معياره
الخاص الذى يقس به الحق ولذا وجب التبرؤ من
حكم النفس لأنها ستحكم على هواها.والتحاكم إلى الله تعالى لأنه "هو الحق المبين ".
والذين يرضون حكم الله هم الأبرار فالحق فى جانبهم,والحق عند الفجار هو عين الباطل .
ولابد من الصدام المر بينهما ,كل يسعى لإزاحة الآخر ليعيش ,وإذا كان الله قد وعد ووعده الحق
بأن العاقبة للمتقين,فإن ذلك لن يكون بلا ثمن
فالحق غال وغايته الجنة وهى الأغلى وكل ثمن يدفع لقاءها رخيص ,وهذا أمر يعلمه المؤمنون
ولكنهم بشر يحيون ظروف هذه الحياة الدنيا ويعانون من ضغوطها لذا فهم فى حاجة إلى المدد
الذى يقويهم ويشد من أزرهم ويهون الصعاب أمامهم,ولن يتأتى هذا إلا بالتمسك بأقوى أسلحة النصر ,وهو (الصبر),موضوع لقائنا القادم إن شاء الله .
التعليقات (0)