"إنا لله وإنا إليه راجعون "
قال أحدهم-غفر الله له-:هذا منتهى التواكل,يقع أحدهم فى مصيبة وبدلا من أن يشمر عن ساعد الجد ليجد الحل يسارع إلى الإحالة على مجهول ويجلس ينتظر أن يهبط عليه الحل من السماء,وهذا هوالعجز بذاته.
قلت:من يفعل ما قلت فهو متواكل عاجزلاريب.
ولكن قولك (يحيل على مجهول)خطأ فادح بل إن كنت تقصد معناه وهو أن الله مجهول وأنه -سبحانه-لاأثر له ولا دخل له بأمور حياتنا فتلك الطامة الكبرى والكفر الصريح,وماأحسبك إلا مرددا مايقوله العلمانيون ومع هذا فأنت على خطر عظيم.
على خطرعظيم إذا كنت تخلط بين (التوكل) و(التواكل)لأن التوكل هو أن تأخذ بالأسباب التى
خلقها الله حاكمة للحياة وضابطة لها من العبث والعشواءومن بعد الأخذ بالأسباب والاجتهادفيها طلب التوفيق من الله,وهذا يعنى الإيمان بأن المؤثر هو الله لاالأسباب .
وفائدة ذلك أن النتائج قد تتخلف مع ضبط الأسباب
فلا يقع المؤمن فى حبائل الإحباط واليأس ولكنه بعد أن بذل جهده فى المحاولة يعتقد أن الله يريد له أمرا آخر,وهذا الأمر إن كان مجهولا اليوم سيظهر غدا وسيجد أن اختيار الله له أفضل من اختياره لنفسه.
وواقع الحياة يؤكد هذا فكم من إنسان يبذل جهده
فى أمر ما ثم لايجد ما يريد فيحزن وإذا به يدرك
بعد مرور الأيام أن ما كان يريده أن يحدث لو حدث لكان كارثة,ولكن الله سلم.فيسجد لله شكراإن
كان من المؤمنين.
إن الله -سبحانه-ليس غائبا عنا أبدا.إنه معنافى كل
شىء يدير لنا من أمورنا الخاصة ما نعجز عن إدارته ويحفظ لنا ما نعجز عن حفظه.أليس هو القائل:"قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن
بل هم عن ذكر ربهم معرضون"الأنبياء42؟
التعليقات (0)