عندما ينظر الفقير إلى جاره الغنى يرصع جدران بيته بالرخام الفاخر يحس بالاستفزاز,وعندما يرى الكسيح الذى يزحف على الأرض كثيرين يمرقون بجانبه بسياراتهم الفارهة يحس بالاستفزاز
وعندما يرى الجائع سلات المهملات لدى البعض تمتلىءببقاياطعام
تكفى عدة أسريحس بالاستفزاز.
هذه الصور مستفزة رغم أن صاحب المال حر فى استخدام ماله
وهى مستفزة رغم أن هؤلاءلم يتعرضوالغيرهم ,إنما مارسوا
بعض حقوقهم بصورة غير مرضية .
ولكن بالله عليكم ما تقولون فى من يستخدم مالك أنت فى عمل
يستفزك ويهين شعورك ؟ا
برنامج مسابقات على إحدى الشاشات المصرية يرصد جائزة
تبدأبألف جنيه وتنتهى بمئتين وخمسين ألفا ,ترى ما موضوع هذه
المسابقات ؟
إنه ليس العلم ولا الابتكاروالإبداع ولا تقديم الحلول للمشكلات...
كلا..إن هذه المسابقات تدور حول (الأغانى )اااااا
إى والله ,ماذاتحفظ من الأغانى ؟وكيف تصحح ما يغير من كلماتها ؟منتهى التفاهة والسطحية والعبث بمشاعرالناس وأموالهم
كيف ترى هذه الجماهيرالمطحونة التى تتقطع أنفاسها من الجرى وراءلقمة الخبز ,كيف ترى هذا المنظرالمستفزإلا بعين آسفة وقلب موجوع ,واستنكارلأفعال هؤلاء القساة الذين لا ينتمون إلى
هذه الجماهير ولا يشعرون بآلامها ولا يبالون بمعاناتها ؟ا
رحم الله الرجل الفذ,الإنسان ذا القلب الحى(عمربن عبدالعزيز)
رضى الله عنه عندما رأى ابنا له يلبس خاتماثمينا فسأله عن ثمنه
فقال ابنه:أربعة آلاف درهم .ذهل الرجل الصالح وصاح:
أربعة آلاف تغنى ألف بيت ؟بع هذا الخاتم وتصدق بثمنه واشتر
خاتما من حديد واكتب عليه (رحم الله امرءاعرف قدر نفسه ).
قالها عمر لابنه الذى يتصرف فى ماله الخاص الحلال بطريقة
تستفز مشاعر الفقراء .
وأنا اليوم أقولها لهؤلاء الناعمين النائمين ,من المذيعين ومقدمى
البرامج :برنامجك عنوان عقلك فاحرص أن تقدم شيئا ينفع الناس
ويدل على أن لك عقلا راشدا وفكرا محترما .
وأقول لأصحاب القرار فى هذه المؤسسات المهمة :اتقوا الله فى
أهليكم ,وكفانا سفاهة ,وجهالة,انشرواالفكر البانى ,لاالعبث الهدام
اتقوا الله فى هذه المناصب التى يمكن أن تضيف إلى الناس الكثير
مما هو جميل ومفيد ,وكل ذلك يكون فى ميزان حسناتكم .
أما إذا كان هذا الميزان لايعنيكم فليس هناك ما يقال إلا ما قد قيل
من قبل (إذا لم تستح فاصنع ماشئت ).
والله حسبنا وهو نعم الوكيل .