الحادث الإجرامى الذى تعرضت له مصر بعد منتصف الليل أمس فى الإسكندرية والذى استهدف كنيسة ومسجدا وراح ضحيته مسلمون ونصارى هذا الحادث يشير بجلاء إلى مرتكبيه .

إنهم -هذه المرة- غير القاعدة فقد تعرض مسجد للهجوم ,وإنما هو مجرم يستهدف المجتمع المصرى كله,ومن صاحب المصلحة الأولى فى ذلك غير العدو الحقيقى الرابض على جوارنا الشرقى ؟إن أصابع الاتهام تشير إلى الإرهاب الصهيونى الذى تخير وقتا دقيقا فعل فيه جرمه الشنيع حيث يحتفل المصريون برأس السنة لتكون بداية دموية ترسب العداوة وترسخ الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.إن الأسلام برىء من هذا الإجرام غير المبرر

وقواعده الآمرة تجهر بالعدل والبرمع غير المسلمين ماداموا مسالمين"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"الممتحنة 8

حتىهؤلاء الذين صدواالمسلمين عن البيت الحرام بغير حق ينهى الله المسلمين عن العدوان عليهم "ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدواوتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديدالعقاب"المائدة2 وتأتى سورة التوبة وهى من آخر ما نزل من القرآن لتعلم المسلمين أعظم معانى الإنسانية"وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لايعلمون"6

هل يوجد أروع من هذا؟"ثم أبلغه مأمنه" هذا هو الإسلام دين المرحمة لكل الناس بل لكل مخلوق ,لأن رسوله صلى الله عليه وسلم ما أرسل إلا رحمة للعالمين,وكل من يعيش فى دولة مسلمة مواطن جنسيته إسلامية بغض النظر عن دينه تحترم حقوقه كاملة وقد جاء فى عهد عمر لأهل (إيلياء) القدس "أنه لاتكسر صلبانهم ولا تهدم كنائسهم ولا ينتقص منها" بل يعفى الكتابى من الجزية إذا التحق بالجيش كما أورد(البلاذرى)قى تاريخه.وقد ورد فى صحيفة المدينة الذى أصدرها الرسول صلى الله عليه وسلم"أن أهل هذه الصحيفة يد على من سواهم"وأهل الصحيفة كانوا مسلمين ويهودا.

المسألة-إذن-واضحة والقضية محسومة,وهؤلاء الآثمون ليسوا مسلمين ولا مصريين ولا ينبغى أن يكونوا,إنهم أعداءالإنسانية والرحمة بل أعداء الحياة

وعلى عموم المصريين أن ينتبهوا لما يراد بهم وأن يقولوا لأعدائهم"موتوا بغيظكم"فشعب مصر يؤمن بالله رب العالمين.