سألنى أحد الاخوة عن (الخضر)-عليه السلام-وهل هوحى الآن؟ويقول انه سمع ذلك من شيوخ من الصوفية. وفى هذا الموضوع أقول:
الصوفية يقولون بهذا.فقد جاء فى كتاب-طبقات الصوفية-للسلمى:حكاية عثمان بن عمارة
عن-ابراهيم بن أدهم-أنه لقى-أسلم بن زيد الجهنى-فى الاسكندرية ودار بينهما حديث طويل أخبره ابراهيم عن لقائه بداود قرب الكوفة وأن داود هذا عندما أقبل المساء صلى ركعتين فيهما تجاوز(أى غير تامتين أوخفيفتين)ثم تكلم بكلام خفى بينه وبين نفسه فاذاجفنة
من ثريد(أىوعاء فيه خبز ولحم)عن يمينه وكوز من ماء فأكل وشرب .وقال-ابراهيم-ان
داود علمه الاسم الأعظم وأنه دعا به مرة فاذا رجل يأخذ بحجزته-وسطه-وقال له:سل تعطه أنا أخوك الخضر ان أخى داود علمك اياه فلا تدعو به الا فى بر.
هذا ماجاء فى كتب الصوفية.ولا تعجب فقد وردفى كتاب-تهذيب الأسماء-للنووى وهو من
فقهاء أهل السنة-أنه يرى أن الخضر حى الآن والى يوم القيامة وكذلك-ابن الصلاح-وهو أيضا-من الفقهاء يرى ذلك. وقد نقل ابن كثير ذلك عند تفسير سورة الكهف وعلق عليه قائلا:(انه لم ينقل أنه-أى الخضر-جاء الى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-ولا حضر عنده ولاقاتل معه ولوكان حيا لكان من أتباع النبى وأصحابه لأنه-صلى الله عليه وسلم-كان
مبعوثاالى جميع الثقلين الجن والانس وقد قال:"لو كان موسى وعيسى حيين لما وسعهما الا اتباعى"ثم قال ابن كثير عن الأحاديث التى أوردها من يقول بحياة الخضر-:ولا يصح شىء
من ذلك.وقد قال الله تعالى:"وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد"
وهذا الموضوع ينبهنا الى أن الرجل قد يكون ضليعا فى بعض العلوم قليلا فى بعضهاالآخر
بل قد يكون متفوقا فى علم بذاته ومع ذلك تخفى عليه بعض مسائل ذلك العلم ولهذا جاءت كتب (المستدركات) لتكمل ما لعله نسى من قبل.
والخلاصة أن الخضر عليه السلام مات منذ زمن بعيد وأنه كان فى عهد موسى عليه السلام
ولم يدرك النبى صلى الله عليه وسلم وأن ذلك من أوهام الصوفية وأن عدواها سرت الى بعض الفقهاء. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .والحديث-ان شاء الله- موصول.
التعليقات (0)