الخرس الزوجي مشكلة العرب .....
مشكلة الخرس الزوجي، كما يطلق عليها، بالكارثة الاجتماعية التي تختبئ خلف الأبواب المغلقة، وتؤدي في كثير من الأحيان للانفصال العاطفي و الشعور بالحرمان الذي يعتبره أكثر قسوة من الطلاق .. لعل الإنزلاق في غياهب الخرس الزوجي نتيجة حالة الاطمئنان لدي الزوجين لوجود شريك حياته معه فلا يحاول إثارة إعجابه أو التفاعل معه..  ( ربما ما تمتلكه اليد تذدريه العين )
ولاشك أن هذه المشكلة نعاني منها في البلاد العربية بشكل كبير وتقع مسئوليتها علي الطرفين، وذلك لغياب ثقافة المرح والمتعة مقارنة بالدول الغربية التي تعتبر هذه الأشياء جزءا من ثقافتهم, بالإضافة إلي ضغوط الحياة التي نعاني منها في مجتمعاتنا بشكل أكبر ..
و نقدم للزوجة عدة نصائح للتخلص من الملل الزوجي, خاصة بعد مرور خمس سنوات على الزواج حيث تبدأ مرحلة الفتور :
- حاولي دائما إثارة إعجاب الزوج لحمايته من المثيرات الخارجية المتمثلة في العديد من القنوات الشرعية كزميلات العمل والأصدقاء و الأخرى غير الشرعية كالإنترنت و الفضائيات و غيره ..
- كوني معه زوجة مطيعة وتقربي إليه بالكلمات الجميلة، فالرجال بشر و ليس من المعقول أن يسمع رجل من زوجته أبشع الكلمات في الصباح، ثم يأتي المساء لتطلب منه أن يسمعها كلمات الحب.
- إن كان زوجكِ يقضي وقتاً طويلاً خارج البيت ـ في غير العمل ـ خططي لاستعادته إليكِ بالطرق التي ترينها مناسبة ليشعر من خلالها بالمفاجأة السعيدة والتي ستجعله يتشجع مستقبلاً للعودة إلى البيت فور انتهاء دوام العمل، أما إن كان طبيعة عمله شاقة وتتطلب منه وقتاً طويلاً خارج البيت، فواظبي على الاتصال به يومياً لتخبريه بمكانته في قلبكِ واشتياقكِ الدائم له، ولا مانع أن تبعثي عبر أحد محال الزهور بباقة ورد جميلة يستقبلها فور وصوله إلى المكتب في الصباح، فهذا كله من شأنه أن يجعلكِ بباله في كل لحظة ..
- جددي في الحياة من وقت لآخر سواء عن طريق الخروج وحدكما دون اصطحاب الأبناء أو إعطائه هدية أو التغيير في أوضاع العلاقة الخاصة حتي لا تتحول لعبء عليكما معا.
- المبادرة بالحوار مع الزوج وإيجاد مادة للحديث معه بعيدا عن مشاكل البيت والأولاد مما يساعدكما علي تجاوز أي هوة بينكما قبل اتساعها ..
- احرصي على أن يكون بينكما تفاهم مشترك بأن تصرحي له بما تحبين وما تكرهين، وأن تشجعيه بدوره على التصريح لك بما يحب ويكره في طباعك والاتفاق علي أن يحرص كل منكما علي تلبية احتياجات الطرف الآخر النفسية والجسدية كالتقدير والاحترام والتقبل ثم ترجمة ذلك إلي سلوكيات وأفعال ..
- احذري كلام الأهل ونصائحهم التى تدعو لعدم مواجهة المشكلة والاستسلام للواقع فذلك يؤدي الي حياة زوجية تعيسة ..
- الجأي لخبير عند الإحساس بالعجز عن حل المشكلة فما خاب من إستشار ، فحياتنا الزوجية تستحق العناء لإنجاحها والحفاظ على البيت، والهدوء الأسرى لا يقل أهمية عن علاج أي عضو يؤلمنا .
نصائح على الطريقة الفرعونية :
و لا أجد أفضل من نصحية "بتاح حتب" أحد حكماء الدولة المصرية القديمة تقدمها للأزواج للحفاظ علي الحياة الأسرية المستقرة والسعيدة, قائلة: «إذا كنت حكيما اعتنِ ببيتك، أَحِب زوجتك حبا نقيا، املأ بطنها بالطعام، وغط ظهرها «بالكساء» تلك هى وجوه العناية اللازمة لجسدها».
لاطفها وحقق رغباتها أثناء حياتك.. إنه صنيع حسن يشرف صاحبه، لا تكن فظًا، فالرقة سوف تؤثر عليها أفضل مما تفعل الشدة، ذلك هو ما تتطلع إليه وما تأمل فيه، فهذه الأمور هي التى تصنع الاستقرار فى البيت، و إذا أنت صددت عنها فتلك إساءة، فافتح ذراعيك وأظهر لها حبك .

و الزوج الزكي هو الذي يعمل على إمتلاك قلب زوجته بشكل متواصل حتى بعد الفوز به فيجتهد للمحافظة عليه متوهجا يفيض حبا و حنانا ... بصفة عامة حاجة المرأة للحب حاجة الوردة للماء لذلك لا تطيق المرأة الصمت الموحش فالحياة تبدو ثقيلة مع زوج لا يحادث زوجته و يحاورها في شتى المواضيع فالحوار يعزز جو الصداقة بينهما و الصداقة تفترض أن يقضي كلا الزوجين بعض الوقت في الكلام الحلو و تبادل المشاعر الرقيقة في إطار من الصدق و الإحترام المتبادل مع مراعاة المشاعر و الخصوصية و الثقة حتى يستطيع كل منهما فهم الآخر جيدا إلى حد أن يقول أي منهما ما يرغب في قوله و أن يفعل ما يرغب في فعله و أن يكون الشخص الذي يرغب فيه الطرف الآخر بعفوية و تلقائية من دون ممارسة أي ضغوط ( وحدة المشاعر والأحاسيس )
عموما للوقاية من الملل الزوجي ننصح الشباب المقبلين علي الزواج بعدة نصائح عند اختيار شريك الحياة ومنها :
- تجنب غياب العاطفة عند اختيار الطرف الآخر وكأنهما مقبلان علي صفقة تجارية, فلابد من توافر قدر من الحب بين الطرفين قبل الشروع في الزواج, ولابد من توازن جناحي العقل والعاطفة عند الاختيار.
- مراعاة التوافق الاجتماعي والاقتصادي والذي بدونه تظهر عقد نقص لدي الطرف الأقل و يجعله يبتعد عن الطرف الآخر.
- البخل في العواطف تظهر مؤشراته في فترة الخطوبة في صورة عدم الاهتمام بالآخر، وعدم تبادل الهدايا .. فاحذريها ولا تتوقعي تغييره بعد الزواج ..
و أخيرا :  نؤكد أن الملل الزوجي مشكلة خطيرة يجب التنبه إليها مبكرا و احتوائها لأنها السبب الرئيسى الذي يؤدي إلي الخيانة الزوجية و تؤثر علي الأطفال بالسلب .. لأن الفتور بين الزوجين يُشعر الأطفال بعدم الاطمئنان بأن الحياة الأسرية ستستمر و يفقدهم النموذج السوي الذي يتخذونه قدوة في حياتهم في المستقبل ...

تعلمون أن العمر مهما طال فهو قصير فلماذا نضيعه في  العناد و الهجر و الخصام والعنف  والأوهام و الحرمان و الجفاف العاطفي ...  الزوجة نعمة غالية و الحب أجمل ما في الحياة ... فحمد الله و إشكر فضله و لعل الإستغفار و الذكر و الإقبال على الله بالطاعات يزيل الله الهموم    و تطمئن القلوب .. و السعيد من وفقه الله لطاعته و تزوج من يحب أو أحب من تزوج ...

فلنتعلم ثقافة الحب و الإحتواء و التفاؤل  .... نسأل الله التوفيق و السعادة .....  أشرف هميسة