مواضيع اليوم

رسائل درامية بائسة

رؤى صبري

2012-06-25 00:23:03

0

             رسائل درامية بائسة
لطالما حملت لنا الأعمال الدرامية العربية و الأجنبية في جعبتها العديد من المفاجآت ، وكثيراً ما مزجت بين الضحكة و الفرح أو الحزن ، إلا أن اللافت في ذلك أكثر ما كان يأتي من الدراما الخليجية التي اشتهرت بنسبة فاقت التصور في البؤس والحزن والغباء من خلال الرسائل التي توجهها للمشاهد في كل حلقة تقريباً والتي لم تكن موظفة توظيفا متقناً في سياق العمل مما يعطي انطباع بأن المؤلف وكاتب السيناريو والمنتج والممثل الخليجي يفتقدون جميعاً للأسس المعرفية في العمل الدرامي المعاصر.
وللتدليل على ما أقول أتذكر عرض مسلسل كانت تطرح في كل حلقة منه فكرة لوضع اجتماعي معين ليتم توظيف حلقة كاملة تتحدث عن زوجة غيورة دائما ما تشك في زوجها المسكين إلى أن دفعه شكها إلى إقامة علاقة مع امرأه مطلقة وعندما عرفت زوجته ثارت ثائرتها وتركت المنزل مما فتح له المجال بقضاء وقت أطول مع خليلته ووعدها بالزواج ولا داعي للقول أن الوعد لم ينفذ لأن زوجته عادت له وهي حامل مما حسّن العلاقة بينهما وفي نهاية الحلقة جاء التعليق ليقول : أن الأطفال سبب تواصل الزوجين واكتمال سعادتهما !!!!!
وهنا لا أدري حقا أي نوع من الفن او الدراما ما يأتي في مثل هذه الأعمال .
و  كيف يصور للناس هذا الطرح السطحي سهولة إقامة علاقة وسهولة التخلي عن الزوجة وعن بساطة جرح إنسانة لا شأن لها ، وبعد ذلك يخيل للمرأة أن إحضار طفلاً صغيراً لا حول له ولا قوة هو الحل لكل تلك المشاكل؟ بالرغم من أن الواقع يتحدث عن العكس تماما فكل الأزواج الذين اتبعوا تلك الطرق انتهوا بالطلاق وبأطفال مشتتين بين أم وأب يعيشان بعيداً عن بعضهما ، فكيف يأتي عمل درامي   ليصور لنا أن هذا هو التصرف الصحيح؟!
ولا تنتهي مفاجآت الدراما الخليجية البائسة عندما تصور أن العنف الأسري الذي نراه في  مسلسلاتها شيئاً طبيعياً بالرغم من أنه ليس كذلك حيث يقوم الأب او الأخ بضرب أفراد اسرته أو تعنيفهم بشتى الوسائل و اضطهادهم بصورة أو بأخرى.
حقيقة يجب أن يعرف الكل ان الرسائل التي تبعثها الشاشة الصغيرة تدخل بيوتنا وعقولنا وتتأثر بها شرائح المجتمع المختلفة وبالذات غير المتعلمة عبر إيصال فكرة خاطئة تتمثل في  أن كل هذه التصرفات صحيحة .
وفي هذا السياق فقد أجريت دراسة على نزلاء أحد السجون من المتهمين بتعنيف أسرهم أو أحد أفرادها فتوصلت الى أن أغلب من فعلوا ذلك كانوا متأثرين بما يرونه على التلفاز من أعمال درامية تناولت مشكلة العنف الأسري بسطحية مفرطة .
وختاماً لا أعرف إلى أي مدى يجب أن نظل نشاهد هذه الدراما القاتلة ؟،وهل ستتوقف عند حد معين؟, ويبقى السؤال الأهم متى ستؤدي الدور الحقيقي المطلوب منها؟!

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !