"قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لايؤمنون فى آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادَون من مكان بعيد "فصلت 44 "ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فى الصدور
وهدى ورحمة للمؤمنين "يونس 57
ذلك هو القرآن الكريم
كتاب هداية ,يحيى القلوب الميتة "أوَمن كان ميْتا فأحييناه وجعلنا
له نورايمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون "الأنعام122
ويهدى القلوب الحائرة"ألا بذكر الله تطمئن القلوب "الرعد28
ويقوى النفس فى مواجهة وساوس الشيطان "قل أعوذ برب الناس
ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس "سورة الناس .
انظروا -رعاكم الله- فى هذه السورة الجامعة,وتأملواأسلوب الاستعاذة فيها ,بمن تستعيذ ونستغيث ؟
ب(رب الناس )الذى يربيهم ويحنو عليهم ويختار ما يصلحهم.
ب(ملك الناس )القوى الذى بيده ملكوت كل شىء فعال لما يريد.
ب(إله الناس)المستحق وحده للعبادة ,والجدير وحده بالخوف منه
والرجاء فيه .
طيب ,نستعيذ به سبحانه مِن مَن ؟
(من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس )
انتبهوا-رحمنى الله وإياكم -إلى كلام ربنا,إن التركيز-هنا- على
-الوسوسة- وظيفة الشيطان الوحيدة التى بها يورد الإنسان موارد
التهلكة ,هكذا كان منذ بَدَأآدم وحواء"فوسوس لهما الشيطان"
الأعراف 20 .وهكذا كان تصميمه مع ذريته "قال فبما أغويتنى
لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "
الأعراف 16,17 .
انتبهوا أيضاإلى هذه اللقطة .
أين سيقعد الشيطان ؟ليس فى جسد الإنسان بل بجانب الصراط
المستقيم ,يحاول إضلال الناس عنه ,وانظروا -عافانا الله جميعا-
إلى حركات هذا اللعين حولنا ؟
إنه يدور حول الواحد منا كأى لص خبيرخبيث خطير,يبحث عن
أى ثغرة ليثب منها-بوسوسته فقط -إلى داخل نفس الإنسان .
وهل الواحد منا إلا نفس ؟
فإذا سيطر الملعون على نفس الإنسان فماذا بقى له ؟
ولكن كيف يسيطرالشيطان على النفس ؟
يبين لنا ربنا ذلك ببيان منطق الشيطان "لأزينن لهم فى الأرض ولأغوينهم أجمعين "الحِجر39
إنه الإغواء عن طريق التزيين أى الخداع وإظهار الباطل بمظهر
الحق حتى يحلو فى نظر أصحابه,وتزيين المعاصى والشهوات
حتى تطغى على النفوس وتعميهاعن الطاعة ,فإذاباللص يعتبر
نفسه مبعوث العناية الإلاهية للأخذ بثأر الفقراء من الأغنياء
وإذابالزانى يرى نفسه إنسانا راقيا يسعى (لسد حاجة ملحة لأخيه
الإنسان)وإذا بالقاتل يعتبر جريمته قصاصاعادلا لابد منه .
أرأيتم -عافاكم الله-كيف تكون السيطرة على النفس عاتية جبارة
شديدة التسلط والتدمير ؟وأن الألم الجسدى-بالنسبة إلى آلام النفس
شىء هين يسيرجدا ؟
ومن هنا يأتى دور القرآن .
إنه يملأ قلب المؤمن,ويقيم حول نفسه حصنا حصينا.
وهو بهذا يغلق منافذ الشيطان الذى يدور ليبحث عن ثغرة فلا يجد
فيعود خائبا خاسرا.
وهذاوعد الله "إن عبادى ليس لك عليهم سلطان "الإسراء 65
وهذااعتراف إبليس ".قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين "ص 82-83
وإذا كان القرآن يقوى النفس,ويرفع درجة الإيمان فيها,فلماذالا
ينعكس ذلك على الجسد ,مناعة وتحملا ؟
ولكن ليس معنى هذا أن القرآن كتاب لعلاج أمراض الجهاز الهضمى أو التنفسى أو الجلطات أو الكلى ...الخ
كلا فالقرآن لم ينزل لهذا,والذى أُنزل عليه القرآن صلى الله عليه وسلم عالج وعولج وأمر بالتداوى,وأخبرنا-صراحة-بأن الله لم يخلق داء إلا وخلق له دواء إلا الموت .
فالقرآن يرفع المعنويات ,ويأمر بالأخذ بالأسباب .
أما ما نراه على الساحة من هؤلاء الذين يتكسبون من قراءة القرآن على المرضى فهم كالذين يتكسبون بقراءته على الموتى.
ياقوم .القرآن أكرم وأعظم وأجل مما تفعلون .فاتقوا الله .
والله حسبنا ونعم الوكيل .
..مصطفى فهمى ابو المجد
التعليقات (0)