لماذا أنا قلق ؟

لماذا أنا حزين ؟

لماذا لاأقنع بما عندى من مال وهو كثير؟

لماذا لاارضى عن صحتى الجسدية وهى موفورة ؟

لماذا لاأقبل الآخر؟

باختصار:ماسر هذه التعاسة؟وهل هناك مخرج منها ؟

السؤالات عديدة والجواب واحد..

نعم هناك مخرج ومخرج سهل :فقط أحبب نفسك

أقول لك :أحبب نفسك جيدا.

الذى يحب نفسه يبحث عما يسره وما يريح باله.والذى يحب نفسه يجد فى القناعة كنزا يملأ قلبه رضا.والذى يحب نفسه يأنس بالآخرين ويحب أن يأنسوا إليه .

لذا أقول لك :أحبب نفسك لأن فاقد الحب لايعطيه .وامتلاء القلب بحب الحياة يجعل الإنسان أكثر رشاقة فى أسلوب الحياة فهو مهذب اللسان لطيف المعشر إيجابى فى علاقته مع غيره يلتمس الأعذار لمن يخطىء ..ويضع نفسه مكان الآخرين ..

حكى لى أحد هؤلاء أنه فى أثناء ركوبه القطار فوجىءبرجل يصعد ومعه أطفاله الذين انتشروا يثيرون الركاب بالصياح وجذب أشيائهم الخاصة بينما جلس أبوهم مغمض العينين كأن الأمر لايعنيه ...يقول محدثى :همست فى غيظ للأب الجالس بجوارى :ألا تتدخل ياسيدى لتوقف عبث أطفالك ؟فتح الرجل عينيه وقال فى صوت مرهق :نعم يجب أن أوقف شغبهم إننا قادمون فورا من المستشفى حيث لفظت أمهم أنفاسها الأخيرة....

يقول محدثى:تغير موقفى منه كليا وشعرت بالحزن الشديد من أجله وعرضت عليه المساعدة وقمت بالسيطرة على الأطفال بغاية اللطف .

إن محبتك لنفسك تجعلك تضعها مكان الآخرين فتقترب منهم وتتفهم مشكلاتهم مما يدفعك إلى التصرف الإيجابى معهم الأمر الذى يعود عليك بالإحساس بالسعادة .

من أجل هذا كان موقع الحب فى الإسلام عظيما وكان قوله صلى الله عليه وسلم :"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "وقوله :"تبسمك فى وجه أخيك صدقة " وكان من أدبيات الإسلام تحية الإسلام التى ترجو للآخر :السلام والرحمة والبركة وهذا غاية الحب الإيجابى .إنك لايمكن أن تدعو إنسانا إلى الإسلام وأنت تكرهه لأنك حينئذ تصنفه وهو بالتالى سيصنفك وبذلك لن تصل إلى مبتغاك .

الحل :هو الحب ونشر الحب حتى يصير قانون التعامل مع الناس وحين يحب بعضنا بعضا يقبل بعضنا بعضا وتتحول الخلافات إلى رؤى متعددة تعكس ثراء العقول واتجاهها إلى الرقى بالصالح العام .