يحلو لبعض منظرى الحزب الوطنى بتشبيه بعض أوضاعنا بمثيلتها فى الدول الغربية ، متناسين الفروق الشاسعة فى كل شىء بيننا وبينهم ، فلو تحدثنا مثلاً عما ذكرته الشروق فى 24 فبراير من إمتلاء مشرحة مستشفى رفح بسبب جثث الأفارقة المقتولين لتسللهم لإسرائيل ، وعن ذلك الصحفى الإسرائيلى الذى قُبض عليه متسللاً لإسرائيل وتم الإفراج عنه بسهولة غريبة – لم نفعلها مع الصحفى المصرى مجدى حسين - وكنت أتمنى أن يُقتل الإسرائيلى لأرى رد فعل الإسرائيليين وأرى كذلك رد فعلنا فى هذه الحالة .
وفى البداية يجب أن نُذكِّر بالنكته القديمة والتى جدّدها الأستاذ هيكل فى حديث من أحاديثه للجزيرة وهي أنه وفي مسابقة لإصطياد زرافة من الصحراء تسابق ثلاث فرق واحدة من دولة أوروبية وأخرى من دولة خليجية والأخيرة من دولة شمال أفريقية فجاء الفريق الأوروبي بالزرافة وهي بحالتها الجسدية الطبيعية وغير مصابة بأي سوء ومعززة ومكرمة وفى عنقها طوق جميل ، وجاء الفريق الخليجى بالزرافة وهي مصابة بطلق نارى من أثر الإمساك بها ، وجاء الفريق الشمال أفريقى – المعروف طبعاً - وجاء بحمار وقالوا هذه هي الزرافة فقال المُحكِّمون إنه حمار وأصر هذا الفريق على أنه زرافة وقال إسألوه ولو قال هو حمار يبقى حمار وطبعاً قال الحمار إنه زرافة!
ولا يخفى علينا جميعاً أن الشباب المصري يهرب لأوروبا بطريق غير شرعي مثل هؤلاء الأفارقة الهاربون لإسرائيل وعلينا أن نرى الفارق الكبير بين تعاملنا مع المتسللين لإسرائيل وتعامل الدول الأوروبية مع المتسللين غير الشرعيين من المصريين حيث تستضيفهم فى معسكرات آدمية لولا الملامة لطلب هؤلاء الشباب أن يظلوا فيها محتجزون مدى الحياة ولم نسمع أنها أطلقت عيار ناري واحد أو حتى مطاطي على أحد من مهاجرينا وتعيدهم لنا معززين فى طائراتهم .
وقبل أيام قدم زعيم حزب إسرائيلى متطرف اقتراحاً بإنشاء مدينة للاجئين الأفارقة على الحدود مع مصر، يتولى هؤلاء المتسللون بناءها بالسخرة، ليعملوا بعد ذلك فى مشروعات التنمية والمرافق بإسرائيل وإصدار أوامر للجنود بإطلاق النيران على كل من يحاول التسلل لإسرائيل، وأثارت مقترحات المتطرف «كاتس» ردود فعل عنيفة فى إسرائيل رغم أنها أقوال ، لذلك يجب أن نبحث عن حل لتلك المشكلة فمثلاً نعمل مركز قيادة صغير على حدودنا فى سيناء وتحديد علامات معينة ولو دخل أفريقى ولم نستطع القبض عليه فلنحدد مكان دخوله ونبلغ الصهاينة بجهاز لاسلكى صغير وليقبضوا هم عليه بدلاً من نطلق النيران عليه ، فلماذا تتحمل مصر وزر قتل وإصابة هؤلاء المتسللين ؟!
التعليقات (0)