هذه صيحة رفعها التيار السلفى احتجاجا على عودة العلاقات السياسية بين مصر وإيران ..لأن عودة هذه العلاقات تعنى خطر المد الشيعى على مصر...
والقصد نبيل لاشك ...فالبون شاسع بين عقيدة أهل السنة وعقيدة الشيعة الإمامية الاثنى عشرية..
ولكن الأمور لاتكفى فيها النوايا الحسنة بل لابد من مناقشة موضوعية...
لو سلمناجدلا بمقولة المعترضين على العلاقات المصرية الإيرانية لأسباب دينية فمعنى هذا أنه لابد من قطع العلاقات مع كل دول العالم غير الإسلامية ...وإذا كنا ننقم على الشيعة الإمامية سب الصحابة وموقفهم الشائن من أمنا عائشة رضى الله عنها -وهذه النقمة حق -فإننا يجب أن ننتبه إلى أن الدول غير الإسلامية لاتعترف بمحمد صلى الله عليه وسلم نفسه وتسمح لمواطنيها بسبه ...
هذه ناحية...ومن ناحية أخرى ...إذا كان السلفيون شديدى الحرص على السنة النبوية المطهرة فإن عليهم أن يتذكروا مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم من اليهود الذين كانوا يسكنون المدينة معه فقد جعلهم جزءا من أهل المدينة وأعطاهم حق المواطنة بل وكانت له زيارات لمرضاهم رغم عداوتهم الدينية له وكيدهم للإسلام ...وكذلك مع المنافقين فقد رفض تصفيتهم مع علمهم بأسمائهم بل صلى على رأس النفاق قبل أن ينهى عن ذلك .
وغنى عن الذكر أنه صلى الله عليه وسلم استقبل فى مسجده رؤساء النصارى وسمع منهم وأسمعهم وعقد معهم صلحا ...
ومعنى ذلك أن المسألة كلها تعود إلى رؤية ولى الأمر لمصلحة المسلمين وهنا نعود إلى النقطة الأولى :هل الوجود الإيرانى فى مصر يشكل خطرا ؟
دعونا نسلم جدلا بذلك ...فهل الوجود الصهيونى خيروبركة على مصر ؟ وهل الوجود الأمريكى رحمة وسلام على مصر ؟
إذا كان لمصر خير فى العلاقات مع إيران فليكن وليكن هذا الوجود تحت المراقبة الواجبة كماهى قائمة حيال أى وجود لنشاط أى دولة فى أى دولة ...
أما هذا التشنج السلفى فلا محل له ولكنه يعبر عن ضيق أفق لامبرر له .
التعليقات (0)